ما هو سر الرقم 56 ولماذا حذفته المفوضية؟
اكرم المشهداني
وانا اتابع الان عبر التلفزيون النقل المباشر لوقائع قرعة توزيع الارقام على التحالفات والاحزاب والافراد المستقلين الخاصة بانتخابات مجلس النواب العراقي لعام 2025 التي اجرتها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق فقد تم الاعلان ان المفوضية قد استجابت لطلبات اعداد من المرشحين للانتخابات بحذف الرقم (56) من قوائم تسلسل المرشحين، نظرا للصيت الاجتماعي السيئ للرقم ومنعا لإحراج المرشحين أمام ناخبيهم؟
لم اكن أعلم من قبل أنَّ العراقيين بعد 2003 صارت لديهم «ثقافة قانونية واسعة ومعمقة»!! بحيث يعرفون مواد قانون العقوبات العراقي ودلالاتها ومعناها. ولكوني مغترباً عن بلدي منذ اكثر من عقدين، حتى فوجئت قبل مدة قريبة حين زارني اصدقاء قدامى قادمون من بغداد، كانوا ضمن وفد عراقي رسمي زائر، وحين خرجت اليهم لاستقبالهم وجدتهم غارقين في الضحك، وفي البداية لم افهم معنى ذلك.. وهم يُردّدون (56 ممعقولة) مع ضحكاتهم... ويشيرون الى لوحة رقم داري لى مسكني الذي يحمل الرقم (56)؟؟
مفوضية عليا
من خلال ضحكات الاصدقاء العراقيين الزائرين علمت ان الرقم (56) بات يمتلك معنى اجتماعياً سيء الصيت بين العراقيين، بحيث ان المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق وهي تعلن الان سحبة ارقام الكتل والاحزاب استجابت لطلبات اعداد من المرشحين للانتخابات بحذف رقم (56) من قوائم تسلسل المرشحين.
كلنا نعرف الرقم (56) ينتج من حاصل ضرب الرقمين (7) في (8)، لكن في العراق هناك معنى خاص مختلف لهذا الرقم، فهو ليس كما في باقي الدول، لا يعدو أن يكونَ رقماً من أرقام الرياضيات، إنما الرقم لهُ دلالةً على النصب أو الاحتيال، فكلنا نسمع وربما نردد عبارات تتصل بهذا الرقم مثل (هذا 56 .....!!) كما في قول احدهم لآخر: (أنت واحد مَينوثق بيك لانك 56 !!!).
لكن يا تُرى ما أصل هذه العبارة ولماذا استخدمنا الرقم المذكور بالذات؟
تبين لي أن الرقم اخذ صيته السيء بين العراقيين لارتباطه بالمادة القانونية (456) المعنية بجرائم النصب والاحتيال في قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969، والتي باتت تسمى اختصارا برقم (56). وانطلاقا من دلالات المادة العقابية (456)، لجأ العراقيون منذ سنوات لإطلاق الرقم (56) على أي شخص يتهمونه بممارسة النصب والاحتيال، وكثيرا ما كانت توسم تلك الصفة للتعبير عن سخط العراقيين من الطبقة السياسية.
شكرا لاصدقائي العراقيين الاعزاء الذين زاروني فعلموني درسا كان خافيا عني من قبل نظرا لاغترابي عن وطني العراق الحبيب لسنوات طوال!.