حصار الكويت والمكر العثماني
علي جاسم الفهداوي
عانى العراق بعد عام 2003 من شحٍّ متزايد في موارده المائية، وجاء موضوع خور عبد الله جنوباً ليحول منفذه البحري الوحيد إلى ممرّ ضيّق، ويجعل البلاد شبه حبيسة، هذا التحول لم يكن مجرد حدث جغرافي عابر، بل ارتبط بسياسات خاطئة استفاد منها الدول الإقليمية، تمثّل أبرزها في ما وُصف بـ”بالدهاء العثماني المعاصر”. أمام هذا الواقع يبرز التساؤل: أين الوعود التي ردّدها البرلمانيون عند زيارتهم الى أردوغان، وأن الباشا سيزيد من حجم الإطلاقات المائية ؟ وأين تطبيق الاتفاقيات الدولية للمياه التي تضمن للعراق حصته المشروعة؟ أذكر أنني قرأت مؤلفاً بعنوان (الموارد المائية في العراق) من تأليف رئيس جمهورية العراق عبد اللطيف رشيد، والذي يعرض القضية بكل حيثياتها وتفاصيلها، ومن هنا أتساءل: أين دورك كرئيس في حماية هذا الحق وضمان استمرارية المياه لوطنك، أم أن الكلام شيء والفعل شيء أخر؟ أسئلة لا تجد جواباً في ظل استمرار السياسة التي تحاصر النهر وتضيّق البحر، بينما يبقى مصير الجغرافيا والسيادة العراقية مهدداً بالتقسيم والتنازل، في خضم أزمة الدبلوماسية العراقية، والصراع الداخلي على المكتسبات، والمناصب.