الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
نخوة

بواسطة azzaman

نخوة

هدى جاسم

 

اشتد بها المرض وكانت تصارعه لترتقي باحلامها نحو محطة جديدة ، لم تستسلم وان انحنى ظهرها وبانت عليها اوجاعها النفسية والجسدية ، فبكل وجع كانت تبني  حلم ومع كل اه كان صوت بداخلها يقول لها انها ليست بمفردها ، سياتي من يساندها ويدفع عنها بعض مما تعاني لتعبر نحو ضفة اخرى .

هالها مامرت به بين اروقة المستشفيات وسياط الفواتير الداخلة والخارجة من غرفتها ، لم تدرك ان دفتر ديونها ستكثر صفحاته وان عليها بعد الشفاء ان تبدأ رحلة اخرى لسداد ماترتب على هذا الشفاء من متطلبات .

عندما خرجت من بوابة المشفى الذي اعتاد خطواتها المثقلة منذ اشهر طويلة سطعت الشمس في وجهها المتعب وبانت عروق كفيها مما علق فيها بفعل انابيب التحاليل ووخز الابر ، نظرت الى كفها طويلا وكم احتاجت في تلك اللحظة الى مراة لترى ما خلفته تلك الايام العصيبة على سحنتها وهل تبدلت اشراقتها الى غروب قد ينطفئ باية لحظة .

تثاقلت خطواتها وهي تهم بدخول بيتها ، فهي لم تكن تقوى بعد على وضع المفاتيح في ثقب  الباب ايذانا برحلة قد تكون كما اراد الله لها ان تكون ، لكنها صمدت ودخلت مرفوعة الرأس متوثبة لاي طارئ قد يحصل او لاتعلم به ، المهم انها تشعر ببعض التحسن وان نسيما قد بدأ بالدخول الى رئتيها لتتنفس بعد رحلة طويلة من كل انواع الادوية والمضادات المتوقعة وغير المتوقعة .

عندما افاقت من بعض تعبها امسكت بكل اوراقها لتجد ان عليها ان تبدء رحلة جديدة تسد به ديون من وقف الى جانبها وبسرعة اللبوة جمعت ماتملك وباعت اشياء” كثيرة لتسد ديون اناس دفعوا عنها فواتير العلاج الطويل ، لم يتبق لها شئ وفجأة وبلا مقابل وضع الله في طريقها من يسد لها ماتبقى من دين قربة الى الله بلا اي ضمان او مقابل لان تجارتهم مع الله .. توقفت كثيرا امام هذا الموقف الذي كانت تقرأ عنه في الحكايات وايقنت ان “ النخوة “ مازالت تفيض وتنشر عبق رائحتها الزكية في كل مكان ،وادركت ان اخوتها في الله هم ذوي القربى وان لها مع الله باب لا يغلق ابدا .

لم ينتظر احد ممن وقف الى جانبها في محنتها كلمة “ شكرا “ واعتبروا هذا الموقف فضل من الله عليهم وليس عليها  ، فاض دمعهاعندما وجدت ان هناك “ زلم “ عدت مراحل من العطاء ومن وصف “الخيمة “ ، وانا نيابة عن تلك المرأة اقول شكرا  للزلم اصحاب النخوة والغيرة ولد العشائر الاصيلة في وطننا الذي يولد فيه امثل الرجال من عشيرة المكاصيص وشمر وهذا ماعرفته عن اصول المساندين لتلك السيدة الحرة، وحتما كل عشائرنا يولد فيها المئات من هؤلاء كل يوم   .

 

 

 

 


مشاهدات 63
الكاتب هدى جاسم
أضيف 2025/08/10 - 3:53 PM
آخر تحديث 2025/08/11 - 1:55 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 80 الشهر 7548 الكلي 11402634
الوقت الآن
الإثنين 2025/8/11 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير