الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
وتستمر فوضى الإنتخابات

بواسطة azzaman

الـله بالخير رياضة

وتستمر فوضى الإنتخابات

اكرام زين العابدين

 

تجري الانتخابات في اغلب دول العالم المتحضر بانسيابية وبروح رياضية ، مع احتمالية وجود تنافس بين الاعضاء على المناصب من خلال البرامج الانتخابية التي تطرح على الهيئات العامة.

ان التفكير بالفوز في الانتخابات بالعراق يعني الحصول على الجاه والمنصب والتسليط الاعلامي المتواصل خلال الاربع سنوات التي يقضيها الفائز بالمنصب والذي يستغله لتمشيه وترويج معاملاته الرسمية وغير الرسمية ، والحصول على اكبر قدر ممكن من المغانم والمكاسب.

في العراق الامر يختلف حيث يبدأ الصراع والتفكير بالانتخابات المقبلة منذ لحظة اعلان الفوز والتصديق عليه من قبل اللجان المشرفة على الانتخابات ، حيث تبدأ مرحلة التسقيط وتصفية الحسابات مع الآخرين استعداداً للسنوات الاربع المقبلة للعمل وتتم من خلال بعض الافكار السلبية التي تترسخ في عقول الشخصيات التي حققت الفوز .

فبعد انتهاء العرس الانتخابي يتم ابعاد (س او ص) من العمل بالنادي او الاتحاد لانه ادلى او قال رأي يخص العمل ولم يستهدف الاشخاص بعينهم ، لكننا في العراق لا نفرق او نميز بين تشخيص اخطاء العمل ، وبين النيل من الآخرين واعتبارهم غير جدرين للمهام الموكلة اليهم.

المشكلة ان العاملين بالمجال الرياضي يرتكبون اخطاء يمكن ان توصف بالكارثية خلال السنوات الاربع التي يعملون فيها واغلبهم يفشل في تطوير المنظومة التي يديرها ، ومن المفترض ان يملك الشجاعة ولا يرشح او يقدم نفسه للانتخابات من جديد.

 لكن اغلب العاملين بالوسط الرياضي يعدون الاخطاء التي يقعون بها اعتيادية وتحصل في خضم العمل اليومي ، وهناك من يسهم في تلميع صورة الفاشلين بالاعلام الرياضي ويجعلهم الافضل للعمل بالمرحلة الجديدة ، وهنا يتحمل الاعلام الرياضي جزء من الترويج للفاشلين وينسى بسرعة الاخفاقات التي حصلت في الفترة الماضية والمطالبة المتكررة بالاستقالات .

البعض يعتبر ان فوزه بانتخابات اي مؤسسة رياضية تعطيه الحق بان يسجل هذه المؤسسة باسمه  وباسم المقربين له ، وانه يسعى ويخطط للاستفادة منها بمختلف الطرق خلال فترة بقائه بالمنصب ، ويخطط بافشال اي مشروع لا يأتي من خلاله ، لان النجاح في حينها سينسب الى الآخرين .

المشكلة التي تعاني منها الرياضة العراقية هي كثرة الاساطير والنجوم الذين مثلوا المنتخبات الرياضية ، بالرغم من فقر الانجازات على ارض الواقع ، ويتسبب هؤلاء النجوم باستمرار الصرعات على المناصب والكراسي وفوضى العمل الاداري ، وانهم يعلنونها امام الجميع باحقيتهم بشغل اي منصب اداري او تدريبي مستندين على النجومية وليس على الخبرات التي يمتلكونها ، علماً بان التجارب اثبتت بالدليل القاطع فشلهم المتواصل في ادارة المفاصل التي عملوا فيها.

ولا توجد في العراق جهة معنية من الممكن ان تملك صلاحية تقييم عمل هؤلاء الفاشلين والمتبجحين والتي عليهم في بعض الاحيان شبهات الفساد الاداري والمالي ، وانهم يتفننون في الطرق التي تساعدهم في الافلات من الحساب مع اي جهة رقابية تحاول ان تنبش في اوراق عملهم ، وهذا الامر لم يحصل بين ليلة وضحاها بل من خلال الخبرات المتراكمة في كيفية التعامل مع اي جهة رقابة وامكانية تزوير اي مستند يسهم في الكشف عن اخطائهم التي تؤدي الى اقصائهم.

وشهد معظم الانتخابات التي جرت في العراق اساليب ملتوية وغير نزيهه وآخرها الاستعداد لانتخابات الاتحاد العراقي لكرة القدم في الشهر المقبل، حيث رشح عدد كبير للمناصب دون ان يقدموا برامجهم الانتخابية ، وتم ابعاد بعضهم ، وان الايام المقبلة حبلى بالمفاجآت ، ولا نستغرب اذا سمعنا خبر تأجيل الانتخابات او حل الاتحاد العراقي وتشكيل هيئة مؤقتة لادارته ، وتغيير ملاحم الهيئة العامة والمرشحين الذين عليهم اكثر من علامة استفهام .

 

 

 

 

 

 


مشاهدات 122
الكاتب اكرام زين العابدين
أضيف 2025/08/06 - 2:32 PM
آخر تحديث 2025/08/17 - 6:10 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 567 الشهر 12180 الكلي 11407266
الوقت الآن
الأحد 2025/8/17 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير