الرياضة والإنتخابات
سامر الياس سعيد
قال لي محدثي بنبرة ساخرة ان الفرق الشعبية تعيش اليوم واقعا مزدهرا مردفا بانه لايكاد يمر يوم والا انك تجد نفسك مدعوا لختام بطولة خاصة بالفرق الشعبية او تشهد انطلاقة اخرى .
قابلت حديث الصديق بشيء من الاستغراب ليواصل حديثه باسهاب ردا عن هذا الاستغراب الذي علا محياي فاشار الى انه بالرغم من ان الاشهر التي تفصلنا عن استحقاق الانتخابات النيابية ليس سوى ثلاثة اشهر والمفوضية حددت موعدا لاطلاق الحملات الانتخابية الا ان المرشحين يكاد صبرهم ينفذ لغرض التعريف بانفسهم لدى المجتمع العراقي مستقطبين الكثير من الشرائح لغرض مشاركتهم والحضور بينهم ومن تلك الشرائح شريحة الشباب التي تجد في الملاعب والقاعات الخاصة بالخماسي سلوتها وطريقة تنغيسها عن هواجسها وارهاصاتها لذلك تجد ان اغلب المرشحين المرتقبين وجدوا الفرصة سانحة لان ينفذوا الى تلك القاعات والملاعب وابراز انفسهم ومحاولة تضمين تلك الحضورات بالوعود والتعدات التي غالبا ما تكون هواءا في شبك حال انتهاء الاستحقاق الانتخابي سواء ظفر المرشح بمقعده الانتخابي او نال خسارة بسبب عدم تعضيد الجماهير بالثقة التي لم يمنحوها له عبر الصناديق الانتخابية .
يكفي ان نجد مواقع التواصل وقد اعلنت عن مبادرات بالجملة يجري فيها ضخ المال السياسي ليشمل معملا متواضعا لماكنات الخياطة التي تستقطب اليها بضعة نساء من اجل ابراز رغبة المرشح او المرشحة بتذليل الصعوبات امام تلك الشريحة المتعبة في مشاركتها همومها والالامها ناسية ان معملا كهذا لايصمد امام ضخ المستورد الذي يلتهم تعب تلك النسوة وانكبابهن امام ماكينات الخياطة بلا جدوى دراسة تسويق بضاعتهن ليس سوى ان تبرز المرشحة او المرشح لغرض الفات نظر الناس لتلك المبادرات التي تستلقي على مساحة من الاحلام دون ان تتجسد بصورة واقعية تسهم بتذليل المعوقات وتعيد الثقة لتلك النسوة المعتبات الذي اضناهن سعيهن لطلب الرزق والمعيشة .
ذات الامر ينطبق على ملاعبنا وقاعاتنا التي يجد فيها الشباب المتنفس الوحيد لابراز رغبتهم وتمسكهم بالحياة فوتيرة المباريات الخاصة بالفرق الشعبية لايخفت زخمها وبدلا من ان يقضي الشباب انصاف يومهم في المقاهي والكافيهات يعمدن الى تلك الزوايا المقترنة بممارسة رياضتهم المفضلة حيث ينقسم اكثير من طرف سواء ذلك الذي يرتدي ملابس اللعب او من يبغي زاوية محددة لكي يركز نظره تجاه المستطيل فيما احاديثه وافكاره تتمحور في تحليل واقع المنتخبات العالمية وشكل الدوريات العالمية وهي تعد العدة لانطلاقتها عبر اسابيع قليلة .
وهنا يجد المرشح او المرشحة نفسه في خضم ذلك الواقع فيقصد تلك الملاعب واكثرهم ياتي مرتديا ملابس رياضية للايهام بكونه يهتم بالرياضة ويخصص له فرصة من فسحة وقته الثمين فيسارع للجوء الى محلات بيع المستلزمات الرياضية لغرض شراء سيتات اللعب التي لايتجاوز ثمنها بضعة الاف .
فيما ينوي شراء كرات للعب والانطلاق ببطولة شعبية يكون كاسها مخصصا على اسم المرشح او المرشحة المذكورة ولها في سبيل الانتخابات التي ما ان تعلن نتائجها حتى تنفض مثل تلك التجمعات وحتى لاتبقى ذكريات مرهونة بلاعبي الفرق الشعبية حتى وان خطفوا كاسها فان بطولات وقتية لها مصلحتها الشخصية فحسب حتى تضحي اثرا بعد عين مثلما يقال !