الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
شاعرالضــــوّء والظِلْ.. شعرية صورة الفنان فؤاد شاكر


شاعرالضــــوّء والظِلْ.. شعرية صورة الفنان فؤاد شاكر

جاسم عاصي

 

الاحتماء بالظِل هروباً من الوقد ، والاستدلال بالضوء  بحثاً عن الحقيقة . سمتان لن تفارقا صورة الفنان ( فؤاد شاكر ) فهي مراقبة دائمة ، لما هو حول الآخرين ، مقتربة أكثر لكي تُحيط بالفنان ذي الحساسية المرهفة إزاء المشاهِد ، لقد بقي الظِل حزام الباحث عن لذة الوجود والجدار الذي يحتمي خلفه ، وهو الغطاء الدائم للجسد ، ذلك لأن الفنان ينشط أمام ما يرى ويبحث في أزقة بغداد وحواريها ، لكي يقترب من نبض الحياة ، متسقطاً دقائقها التي تُقاس بالأنفاس، والضوء يمتد أمامه دليلاً للتائه في الزحمة التي حلَّ فيها ، فامتلكته على غير حسابها النمطي . يدخل المكان الجميع ، لكن الفنان له طقوسه حين يدخل ، فكل قطعة من جدار وباب في أزقة بغداد تعرفه ، لأنه يذكرها بسرها الموروث  . فكلما اقترب  منها  هلّت في وجهه ، وتبرجت لا تبرج الجاهلية الأولى ، وإنما بقدر سرائرها الذاتية ، فهي عروس المكان الشعبي ، يستقرئ ما ضمُر في باطنه . ويرى ما بداخل زوايا البيوت دون أن يدخلها ، لأنه مراراً صوّرها ، ومراراً تطلع في أشكالها ، جدران وشناشيل ، وستائر وزخرفات أبوابها ومدّقاتها النحاسية  ، مقاهي الحارّة وروادها من المتعبين ، الذين ألفوه وهو يحمل كاميرته على كتفه ، فلا يزدحمون عليه لالتقاط صورة ، لأنهم يعرفون ؛ أن فؤاد لم يأت إلا من أجلهم ، فهو سارد لحكاياتهم ، المليئة بالأوجاع مدوّن لآلامهم . لا يشكوه وجعهم وحرمانهم ، بل يجدوه يترجمها من خلال الصوّر ، فتطمئن قلوبهم . يطمئنها فؤاد بحسّه المرهف ، وشعره الإنساني وهو يمارس حرفته المغلّفة بالموهبة . فهو موهوب في اقتناص اللقطة ، ومرهف في اكتشاف مؤثراتها ، العارف بالكيفية التي تُسهم في بلورة الرؤى المكينة في تحقيق بنية جمالية لصورته . ولعل حكمة الظهور والاختفاء خلقت له نمطاً من فلسفة ، تمارس حراكها كلما ابتدأ الرحيل . فلسفته  تنشط كلما اقترب  من الضوء ، فيتحقق جدل العلاقة في الاختيار . لأنه يهرب من تأثير الكُتل الأسمنتية والمجالات المقفلة نزوعاً نحو فضاء أوسع ، بحثاً عن حرية صورته.   كان مثل هذا التشوف يلازمه ، فيبدو كشاعر هيمان في الأمكنة يبحث عن ملاذ شعري خالص  ، ولا ندري لِمَ يندفع إلى المغادرة كلما عنّت له المشاعر الغامضة ، فتأخذه الأمكنة بين أذرعها .فهو شاعر الظِل والضوء والزقاق والجدار بكل مكوّناته . إنه والمكان صنوان لا يفترقان. غير أنه لا يكتفي  بما يمنحه  من قدرة على التخييل ، كما يفعل فعله عند الساردين ، أو من ذوي الغوايات الجميلة . بل كان مكانه ملازماً للمستجّد . لذا فقد لازم المغادرة والدخول كما النهر في جريانه، حالماً بالساحر من الأمكنة . ولعله لم يفكر بسحر المكان ، غير أن عينه الثالثة من يستنطق رغبته في الكشف . لازمت عينه عين الكاميرا ، وأودعتا معاً الحكم للعقل ، فكانت الرؤى والرؤيا أكثر نصاعة . صحيح أنه يترك للقطة مسارها الشعري ، لكنه اندفع بوعي الضرورة في التمييز والاختيار والبوح . أداته في الأداء الشعري العين السحرية التي أدهشته منذ الصبا ، يوم كان الأب يتركه بين يديّ صاحب الكاميرا الشمسية على الرصيف . وحتماً سحره المشهد بقداسته ودهشته ، فراح يستسلم لعين المصوراتي ، ولا يدري أنه سيدهش الطبيعة باختياراته في يوم ما ، ويسحر الرائيين  بندرة لقطاته . يجلس أمام العين السحرية ، ويقطع أنفاسه كما قال له الأب ، خوفاً من أن تفشل المحاولة . وحين يصطف بالقرب من قامة الأب ، يبدو ضئيلاً لا يفكر بأنه سوف يكون قامة فنية في قابل الأزمنة ، تراوغه مثل هذه العين السحرية ، لكنه خضع للجنين الذي بدأ ينمو بداخله ، والذي يلّح في السؤال منذ بدء لحظة إدخال المصوّر يده ليبحث عن المجهول لديه ، وحين أخرجها ترك خرطوم القماش متهدلاً إلى أسفل الصندوق الصاجي ، فتح مجرّاً صغيراً من خاصرة الصندوق المكعب الشكل ، أخرج قصاصة مضببه ، لا يدري ما هي . الصقها على خشبة امتد عنقها ، وراح يداور حركات غامضة . كان كل ما يجري أمامه يدخل في باب الخيال والسحر ، وقامته لا تفتأ تنظمّ لقامة الأب . ولحظة فتح المصوّر المجّر تارة أخرى ، اتضح سحر الساحر ، وانكشف المستور . ورقة تقطر ماء ، وأصابعه ذات النهايات الملوّنة بالداكن ، كأنها تعرّضت للحرق ، وهي تحمل ورقة فيها مربعات تنطبع عليها ملامح وجهه . وابتدأ السؤال ، ما الذي أدخله إلى بطن الحوت ، من أودعه في حاضنة الصندوق ، فأنه لم يسمع بعد بقصة يونس والحوت والبحر . لكن أدهشه المشهد الذي تركز في السؤال : كيف دخلت بجسدي إلى الصندوق ؟ وكيف خرجت منه بورقة مندّاة ؟ هذه الأسئلة لازمته وكانت تدفعه للبحث عن مثل هذا السحر ، لا ليكون ساحراً ، بل عارفاً .  ليت سر السحر  لم يتكشف له  . اتسعت الرؤيا ولم تضق عبارة الصورة . كانت اكتشافاته تنضوي في مجال الحرفة والإبداع . ففي الأولى عرف سر وسحر العين ، ووسعت رؤيته سحر عينه ، وفسحت المجال لعقله أن ينشط على حد رؤية ( مرلوبونتي ) للصورة والمصوِّر . وفي الثانية حرص على أن لا يُبدد نظراته سداً ، بل كان رائده التدقيق في ما يرى ويكتشف . وكان  الظِل والضوء ، وبالتالي الأسود والأبيض أكثر بلاغة من لغة اللسان . اكتشف أن في الوجود بلاغات متعددة ، لذا راح يلاحق بلاغة الصورة ، والعمل على استدراج بلاغة عين الكاميرا . سحرته الأمكنة ( الشوارع ، الأرصفة ،المقاهي ، القابعون في اللامأوى ، النساء المتلهفات للمعيل ، القابعان في قعر التاريخ ، الشيوخ المهضومين في الوجود ، الشباب الضائع في خضم الفراغ ، الأشعة الساقطة على ظلال الجدران ووشمها ،الشجر والنخيل ، العمارات التي لا ينكسر ظِلها ، والبيوت الآيلة للسقوط ، لكنها تستقبل الشمس بوفرة ، فيستوطن مساماتها  الحر وتحترق جوانبها وتحيلها إلى هياكل أشباح . ويطول صيفها على شتائها خوف السقوط تحت وطأة تساقط المطر ، عمال المسطر الذين ينتظرون باستمرار من ينادي عليهم ، لكنه تألم حين توالت أخبار استهداف الموت المجاني لهم . كأن لا أمكنة تضم حيوات غيرهم . ساحة الطيران غدت سجلاً للموت . وحمامات ( فائق حسن ) لاذت بقامات الرجال والنساء والصبية الذين أصبحوا أكثر قرباً من بعضهم . هالتهم الاهتزازات فأبوا أن يغادروا اللوحة ، ويستسلموا لقضاة الشر ، المتسربين من مدارسهم ، والممتهنين  حِرَف الذل نماذجه الدائمين

هكذا اتسعت رؤيته من اتساع رؤية الأمكنة التي يدخلها كل يوم وهو في جولاته العفوية في مدينة بغداد ، غير أن الغربة ضاقت بفؤاد يوماً. ولم تطلقه العزلة عن فرن الوطن ، فعاد ، وعاش ، واكتوى كجمهور المبدعين ، الذين ينسلّون من بيننا . لم تطأ أقدامه الرصيف إلا ليكتشف فيه السحر الفطري ، ولم يراقب خيوط الشمس ، إلا لكونها تراوغ الظِل ، ولم تبهره صورة الرجل وهو ينفث دخان نرجيلته سوى كونه يراقب ما بداخله ، وحرص على اختيار اللقطة التي تُعبّر عن هذا السر الذاتي في النموذج . وكانت مراقبته للمتسوّل سواء في الشوارع أو المقاهي أو على قارعة الرصيف حيث المأوى إلا من أجل تسقط سر تاريخ الجماعات ، ليكتب تاريخهم ، يوثقه بالصورة . إنه مطمئن على أن للصورة الآن بلاغتها ومجالها الحيوي الذي عمل على تنميته ( مراد الداغستاني ، ناظم رمزي ) وتوالت الأجيال حتى غدت تتسع باتساع الرؤى والرؤيا( فؤاد شاكر ، عادل قاسم ، جاسم الزبيدي ، كفاح الأمين عبد علي مناحي ، علي طالب ، ناصر عسّاف ، صفاء ذياب ) توزعت في صورهم المشاهد واتحدت مركزّة على الإنسان في الوجود . وفؤاد لم نجده يوما وهو يفارق كاميرته ، ولا استقر به الحال في مكان واحد ، بل راح يبحث في الأمكنة . لكن السؤال الذي يراوده : ما الذي يحاول تصويره بعدسة كاميرته حين عاجله شبح الموت .. تألم ؟ فوجئ ؟ اندهش من قادم على بعد ؟ هل التقط له صورة ؟ هل خضع له ؟ لا أشك في هذا . فالقدر يصعب التحكم في عناصره المتبدلة . غير أنه مصّر على أن يُمسك  بكامريته ويسقطا سوية في أي الأمكنة ، فكلها له ومنه ، ولم يتركها نهباً للموت . ولم يخضع لجبروت السقوط على الرصيف ، بل مات واقفاً كالأشجار ، أو كعمته النخلة الشامخة ، لأنه صانع تاريخ لها ، نثرت عليه الطبيعة أزهارها حين غادر الأسود والأبيض ، مكللاً بالألوان ، وبالتأكيد اندهش لعظمة كاميرته وسأل : كيف استطاعت أن تختزن كل هذه الألوان ؟ إنها مستحقاته من كل ما راقبه واكتشفت عناصره الجمالية

فؤاد شاكر ... الذي كلما نظرت إليه ، لا يتصدر رؤيتي سوى ( إليوشا ) دستويفسكي . أنه كان يشبهه في شبابه ، بقفطانه الأسود ، وياخته القصيرة المنشاة ، وشعر رأسه المنسرح على الجانبين . الآن وفي بداية المطاف ، كان الأب ( زوسيما ) إني لأرى المعادلة مقلوبة . فقد حضر الأب ليقر اعترافات الابن  . لم يكن اعترافه لسيدنا الأب سوى عن تلك العلاقة التي جمعته مع الكاميرا ، فهي سيرته الفنية ، ولا سيرة له مع غيرها ، فلا ضير أن يسترسل في حضرته راهباً مجيداً ومثابراً في حضرة الصورة.

طوبى للمصورين المنسيين .

طوبى لفناني الصورة وهم يتلهفون لدراسة ما تركوه .          

طوبى لنا جميعاً ، نحن الذين لا ننتظر سوى الأرصفة ومساحات الشوارع ، كيف نؤدي دورنا في المسرحية الطويلة هــذه .  لا نسقط ،  بل نتشبث بستارة المسرح واقفين إلى  الأبــد.             

ففؤاد شاعر الأسود والأبيض . أو نقل راهب الضوء والظِل . وقل ما شئت تماماً ، كما كنت أتصور  منذ أن قرأت تصريح الفنان ( فؤاد شاكر ) وهو في ريعان شبابه ، وعلى الصفحة الأخيرة من صحيفة الجمهورية وهو يقول ما مفاده : إني أغادر المكعبات الحجرية ، غرف الأسمنت وصلابتة جدرانها الضاغطة على جسدي ، وأنزع نحو الفضاء والخلاء ، حيث لا يتحكم في الأشياء سوى الضوء والظِل . من هذا اجتمعت عندي صورتان ؛ الأولى فضاء التصريح الفني والفلسفي والثاني تماثل شكل الفنان مع شخصية (  إليوشا  ) الابن النقي لعائلة ( كارامازوف ) في رواية  (فيدور دستويفسكي / الأخوة كارامازوف ) كنت أنظر إلى وجه ( فؤاد ) في الصورة وأتذكر صورة (إليوشا ) وحسبي أنهما لشخص واحد . ومنذ تلك اللحظة وأنا أتشوق لرؤيته ، حتى حل عام 2000 فأودع عندي الصديق ( ناجح المعموري ) مجموعة صور فوتغرافية لـ ( فؤاد شاكر ) بعد عوته إلى العراق ،خوفاً من مصادرتها في دائرة الكَمارك . فكانت معي في حلّي وترحالي في حارات عمان . صور أطفال يلهون في أزقتنا المتربة ، يتطلعون إلى عين الكاميرا . وجوه التقطت صورهم بعفوية ، فكانت تلقائيتهم في التعامل مع اليومي أهم ما جسّد وظيفة الصورة . لكن الملفت لنظري صورة ألصقت على قطعة خشب بالأسود والأبيض . لم يبرز على سطحها وجه أو هيئة . ولازمتني مشاهدتها مراراً . كنت أقرّبها ، ولا افقه شيئاً منها . أبعدها فتظهر لي رؤى متعددة . مرة غضون لقطعة من جسد شيخ هرم ،أو وجه التقطت منه زاوية . وهكذا تعددت زوايا النظر . غير أني وبالصدفة نفسها ، عرفت أنها لقطة لجذع شجرة ضخمة معمرة . حاول الفنان أن يعبّر مجازاً وبالصورة عن هرم الكائنات . هكذا تُكتشف النوادر ، وبنفس الطريقة تزداد اللهفة لمعرفة الكثير عن هذا الفن . صحيح أني كنت ألتقي الفنان ( جاسم الزبيدي ) وأعي جمال صوره وبلاغتها . لكن جاسم كان يُزيد من بلاغة التراجيديا حين تسأله عن اللقطة . أذكر وبالأخص السؤال عن صور حرب وتشرد الكائنات المعذبة أثناء حرب ( صبرا وشاتيلا ) فما كان منه إلا أن بدأ يتصفح ويُتأت ويبكي ويغضب ، حتى نفد منه الصبر فصمت . كانت عيناه تتسعان ، وتغرقان في بحر الدموع حد الذبول والاسوداد . هكذا يكون الفنان المحترف لصيغة فنه . فكيف بالذي ينقل الواقع برمشة عين ، وتتكثف عنده المشاهد ، حتى تحين لذلك التراكم الكمي كي ينتج تراكم نوعي ( الصورة ) إنه عذاب دائم . كان تعاملي مع فؤاد من باب حسيّة اللقطة وندرتها . فأسوده وأبيضه ذي بلاغة متناهية ، ونظرته إلى الأشياء مكثفة وانتقائية . وهو القائل كيف يبحث المصوّر عن اللقطة النادرة ، وهذا السيل من المشاهد الحية يملأ الشوارع والساحات العراقية . ويعني زحمة الواقع بالصور البكر . لذا أرى أنه بتجواله الدائم في شوارع بغداد وأزقتها يشكّل صيرورة الفنان المصوِّر . فهو لم يفارق هذه المجالات حتى لحظة وداعه لها . وهذه بلاغة بحد ذاتها . إنها معادلة ربما كانت عفوية ، لكنها بليغة ودالّة . تجوّل دائم  في ا[لأمكنة المشاعة ،وقطع للحياة  داخل حاضنتها دليل جمالي ــ فلسفي خالصين . فشاعر الأسود والأبيض  ، وراهب الظِل والضوء  أبى أن يفارق منشأ معارفه الفنية . تماماً مثل ( إليوشا ) لم يختر سوى الدير ، ولم يحزن على أبيه ــ غير الطاهر ــ أكثر من حزنه على الأب ( زوسيما ) وهو يعترف أثناء احتضاره في حضرة الفتى الراهب . فلم تكن مثل هاتين الصورتين ، استسلام ( فؤاد ) لقدره في الشارع العام ، وتواتر معرفة ( إليوشا ) في حضرة الكنيسة وبين يديه أب يعترف . لكن ما يميّز ( فؤاد ) أنه اعترف بين يديّ نصب الحرية ، وسط مساحة الانعتاق والنزوع إلى الحياة الجديدة . بالتأكيد ملأ عينيه برموز النصب قبل محاولته تصويرها للمرة ألأخيرة ، أو خُيّل له ذلك . المهم كان لرحيله معنى يكمن في عشق الفنان للحرية ، واستقلالية زمانه الأسطوري. كان همه أن يحوّل كل ما يُشاهده إلى قطعة من حكايات أو أساطير . ينزع نحو براءة الأشياء والظواهر ، لكي يسبر ما تضمره الوجوه ، الهيئات ، النًصب ، مصادر الماء ، المرتفعات ، العُليّات، محترفي الأرصفة ، البيوت المهجورة ، المقاهي ، بل الزوايا منها ، تلك التي يشغلها الفقراء والمعوّزون . حشد من الرؤى كان يتعامل معها الفنان . فقدره دعاه أن يذهب إلى النائي ليجعله مألوفا ً . يقرّب البعيد ، ولا يُبعد القريب ، بل يؤصله بالتدوين الصوري . فكان أرشيفه عامراً  ومسدداً لدينه اتجاه الحياة ، أو قل وجوده الإنساني . ثابر واجتهد كأقرانه ، حاول أن لا يخرج عنهم سوى برؤيته ، وأبقى امتداده الفني ضمن عائلة زخر بانجازاتها العراق . المصوّرون أكثر الذي تلازمهم الصراحة مع الواقع . وهم أكثر المواجهين والعاكسين مباشرة بالأشياء . فليس في أعمالهم سوى الحقيقة . إذ تكمن في شروحاتهم الصورية بلاغة نادرة في اختيار اللقطات ، ووضع اللمسات التي تعكس جوّانية الفنان الذي لا يتخلى عن هاجسه الذاتي ، بل يعمّقه بالنظرة الشعرية المتأتية من الندرة في الاختيار  وضبط اللقطة . بلاغتهم نادرة لأنها ترتبط بالعفوية من الأفعال  . لكنها الأكثر جدية ورهافة في التنفيذ . فؤاد شاكر شاعر الظِل والضوء بامتياز .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


مشاهدات 121
الكاتب جاسم عاصي
أضيف 2025/11/03 - 2:01 AM
آخر تحديث 2025/11/03 - 12:05 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 405 الشهر 1924 الكلي 12363427
الوقت الآن
الإثنين 2025/11/3 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير