ترامب يستبعد وقف نار في أوكرانيا ويدفع نحو إتفاق سلام
واشنطن, (أ ف ب) - استبعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس السبت وقفا فوريا لإطلاق النار في أوكرانيا، مشيرا إلى أنّه يدفع مباشرة نحو «اتفاق سلام»، وذلك غداة القمة التي عقدها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا. وقال ترامب في منشور على منصته «تروث سوشل»، «قرّر الجميع أنّ أفضل طريقة لإنهاء الحرب المروّعة بين روسيا وأوكرانيا، هي الذهاب مباشرة إلى اتفاق سلام من شأنه أن ينهي الحرب، وليس مجرد اتفاق لوقف إطلاق النار لا يصمد في كثير من الأحيان». أكد أنه سيستقبل نظيره الأوكراني في البيت الأبيض بعد ظهر الاثنين، بعدما أعلن فولوديمير زيلينسكي ذلك في وقت سابق. وأضاف ترامب «إذا سارت الأمور على ما يرام، فسنحدد موعدا للقاء مع الرئيس بوتين»، مشيرا إلى قمة ثلاثية مع الرئيسين الروسي والأوكراني. واختتم تصريحه قائلا «ربما، تُنقذ ملايين الأرواح».
وفي باريس, دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السبت إلى مواصلة الضغط على روسيا حتى التوصل إلى «سلام راسخ ودائم يحترم حقوق أوكرانيا»، وذلك بعد اتصالات دبلوماسية أعقبت قمّة الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا الجمعة. وقال ماكرون في منشور على منصة إكس «من الضروري أن نتعلّم كلّ دروس الأعوام الثلاثين الماضية، وخصوصا ميل روسيا الراسخ إلى عدم الوفاء بالتزاماتها».
وفي لندن, أكد رئيس الحكومة البريطانية كير ستارمر السبت انّ «جهود» الرئيس الأميركي دونالد ترامب «تقرّبنا أكثر من أي وقت مضى» من إنهاء الحرب في أوكرانيا، وذلك غداة القمة بين ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا. وقال ستارمر في بيان «مع إحراز تقدّم، يجب أن تكون الخطوة التالية إجراء المزيد من المناقشات» التي تشمل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مؤكدا أنّه «لا يمكن تحديد مسار السلام في أوكرانيا من دونه».
وفي بروكسل أكد قادة أوروبيون السبت أنّهم مستعدون «لمواصلة الضغط» على روسيا من خلال العقوبات، غداة القمة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا. وجاء في بيان حمل توقيع القادة وبينهم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، «سنواصل تشديد العقوبات والتدابير الاقتصادية المحدّدة الأهداف، للتأثير على اقتصاد الحرب الروسي إلى أن يتم تحقيق سلام عادل ودائم».
وكانت القوات الروسية قد سيطرت على قريتين إضافيتين في شرق أوكرانيا، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية السبت، بعد ساعات من القمة التي جمعت الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب في ألاسكا. وأفادت وزارة الدفاع الروسية بأن قواتها سيطرت على قرية كولوديازي في منطقة دونيتسك الأوكرانية وقرية فوروني في منطقة دنيبروبيتروفسك المجاورة.
وأسفر انفجار وقع في مصنع أسلحة في منطقة ريازان الروسية عن مقتل 11 شخصا على الأقل الجمعة، على ما أفادت السبت السلطات الروسية التي عزت الحادث إلى عدم الامتثال لمعايير السلامة. وقالت وزارة الطوارئ الروسية على تلغرام «أثناء عمليات البحث بين الأنقاض، عُثر على جثتين إضافيتين. للأسف، قضى 11 شخصا»، مشيرة إلى إصابة 130 آخرين وإلى تدخل أكثر من 360 رجل إنقاذ في الموقع. وذكرت وسائل إعلام محلية أن الحادث وقع صباح الجمعة في ورشة تضم مواد متفجرة، ونشرت مقاطع فيديو نسبتها إلى الكارثة لم تتحقق وكالة فرانس برس من صحتها، تُظهر سحبا كبيرة من الدخان. وطال الانفجار، بحسب وسائل اعلام محلية، مصنع «إيلاستيك» الذي ينتج مواد متفجرة وذخيرة والبعيد نحو 60 كيلومترا من ريازان، العاصمة الاقليمية.
وفي 2021، أدى انفجار عرضي في الموقع نفسه إلى مقتل 17 شخصا. وأعلنت مجموعة «روستيك» العامة التي تُورّد منتجات صناعية وذات التقنية العالية للقطاعين المدني والعسكري، الجمعة مشاركتها في عمليات إجلاء الجرحى بمروحيات بعد هذه الكارثة. في حين تستهدف أوكرانيا أهدافا عسكرية في روسيا بطائرات مسيّرة، فإن السلطات الروسية لم تشر إلى هذا الاحتمال في هذه الحادثة. وأعلنت لجنة التحقيق الروسية فتح تحقيق بتهمة «مخالفة» قواعد السلامة «في مواقع صناعية خطرة». وتُعد الانفجارات والحرائق العرضية شائعة نسبيا في روسيا، إذ يعود تاريخ معظم البنية التحتية إلى الحقبة السوفياتية وكثيرا ما يتم تجاهل معايير السلامة. منذ بدء الهجوم على أوكرانيا في شباط/فبراير 2022، كثفت البلاد جهودها الصناعية والاقتصادية لإنتاج الأسلحة والمعدات العسكرية.