الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الحرائق مستمرة.. فهل من رادع للاستيراد العشوائي؟

بواسطة azzaman

فم مفتوح .. فم مغلق

الحرائق مستمرة.. فهل من رادع للاستيراد العشوائي؟

زيد الحلي

 

في العاشر من حزيران 2024، كتبتُ في هذا العمود مقالا بعنوان: «نكرر التحذير: أجهزة كهربائية خطيرة»، تناولتُ فيه اتساع رقعة استيراد الأجهزة الكهربائية غير الملائمة للسوق والبيئة العراقية، وطالبتُ حينها بوقف هذا الاستيراد العشوائي، مشددا على ضرورة التقيد بالمواصفة العراقية الصادرة عن دائرة التقييس والسيطرة النوعية.

وبعد يومين من النشر، تلقيتُ اتصالا من أحد المسؤولين في وزارة التجارة، ثمن فيه مضمون كلمتي. لكن، ويا للأسف، جرت الرياح بما لا تشتهي السفن؛ فلا الوزارة صدقت بوعدها، ولا دائرة التقييس أوضحت أسباب استمرار الاستيراد الذي أرهق العراقيين وأودى بحياة المئات نتيجة الحرائق المتكررة، التي تسببت بها أجهزة رديئة ملأت الأسواق دون وازع حكومي أو إنساني.

ليس من الصعب أن يلاحظ المواطن، وهو يتجول في أسواق بيع الأجهزة، أن هناك صناعات ذات أسعار منخفضة جدا، لكنها خالية من أدنى درجات المتانة. كثير من هذه الأجهزة كانت وما زالت سببا في حرائق مأساوية، أزهقت أرواحا بريئة، وأتت على منازل ومحال وتجمعات تجارية وسكنية.

ورغم وفرة هذه الأجهزة في المعارض وحتى على أرصفة الشوارع، يتساءل المرء:

ما جدوى استيراد أجهزة منعدمة الجودة؟

ولماذا يُسمح بدخول صناعات لا تستوفي أبسط معايير السلامة؟

أين القرار الصادر عن مجلس الوزراء قبل سنوات، والذي خول وزارة التجارة منع استيراد البضائع غير المطابقة لشروط التقييس والسيطرة النوعية؟

ذلك القرار، حين صدر، أثلج صدور المواطنين، خصوصا أرباب العائلات محدودة الدخل، لأنه مثل طوق نجاة من الانخداع بمظهر البضائع دون مضمونها، لا سيما الأجهزة الكهربائية المغشوشة التي باتت ضيفًا ثقيلًا على أسواقنا.. مثل (السبالت والطباخات والكيزرات) وغيرها.

وما يزيد الطين بلة، أن الحرائق لم تكن ناتجة عن الأجهزة وحدها، بل أيضا عن الأسلاك الكهربائية غير المطابقة للمواصفات. هذه الأسلاك، أو ما يُعرف بالـ(وايرات) تتسبب بعشرات الحرائق سنويا، سواء في المنازل أو المستشفيات أو الأسواق.

بات من الضروري تشديد الرقابة على هذه التوصيلات، وتوعية المواطن بضرورة اختيار النوعية المناسبة لجهازه الكهربائي، فلكل توصيلة قدرة تحمل محددة، وأي تجاوز يشكل تهديدا مباشرا على الأرواح والممتلكات.

ولا ننسى الكارثة المزمنة: التمديدات العشوائية القادمة من المولدات الأهلية إلى المنازل والمحال، تلك التي أصبحت قنابل موقوتة. فما تلبث أن تُستخدم لأيام أو أسابيع، حتى تذوب أو تحترق، مسببة كوارث لا تُحمد عقباها.

فيا مَن بأيديكم القرار:

لقد بلغ السكين العظم.

 

Z_alhilly@yahoo.com

 


مشاهدات 61
الكاتب زيد الحلي
أضيف 2025/08/17 - 12:25 AM
آخر تحديث 2025/08/17 - 2:09 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 99 الشهر 11712 الكلي 11406798
الوقت الآن
الأحد 2025/8/17 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير