الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
أفيقوا يا صحافة العراق.. ريتشارد دوكينز بالعربي وثورة العراق 1920

بواسطة azzaman

أفيقوا يا صحافة العراق.. ريتشارد دوكينز بالعربي وثورة العراق 1920

عادل الياسري

 

كتب “ريتشارد دوكينز بالعربي” تعليقه أدناه بعد أن قرأ ردًا على مقالي الذي وجّهته إلى وسائل الإعلام العراقية في إحياء ثورة العراق التحررية (1920). وهو يقيم في مدينة كاستل، إحدى مدن المملكة المتحدة – بريطانيا. وهذا نصه:

ريتشارد دوكينز بالعربي:

أين كانوا من الاحتلال الحقيقي وهو العثماني الذي كان لا يفعل شيئًا سوى الجباية وتحويل الأموال لإسطنبول… أم لأنه مسلم؟

بريطانيا هي من بناة العراق: وزارات مختلفة، كهرباء، جيش، برلمان، حرية صحافة، موظفون ومسؤولون نزهاء. هي التي حولت العراق من ولاية عثمانية إلى دولة… وأبسط مطّلع على تاريخ العراق يعرف أن فترة احتلاله من قبل بريطانيا هي أفضل فترة في تاريخه القديم والحديث…

ولأنها عملت الشرطة وطاردت قطاع الطرق، ثاروا عليها هؤلاء ومعهم رجال الدين والمعممين لأنهم ليسوا مسلمين!

انتفاضات الفرات

وقبل البدء بالحديث، نذكّر بأننا نتناول حدثًا تاريخيًا، حدث قبل أكثر من مئة عام، وقد رفعت صفارات الإنذار عنه، وذاب الشمع الأحمر من حوله، وطأطأ الزمن رأسه للباحث العتيد.

لا يخفى أن العراقيين قد تمرّدوا على العثمانيين، وتوجد وثائق تؤكد ذلك في المركز الوثائقي التركي في إسطنبول، خاصة عن انتفاضات الفرات الأوسط، ونفي بعض قادة العشائر، مثل الخزاعل، الذين مات بعضهم في السجون. ومع ذلك، كان من بين الثائرين في ثورة العشرين شيوخ من الخزاعل أنفسهم، مثل: محمد العبطان وسلمان الظاهر.

وهل تعلم يا سيد ريتشارد أنه بعد الثورة، خرج العراق من دائرة وزارة مستعمرات الهند؟

وهل تصدق أن الحرية في تاريخ الشعوب تُمنح مجانًا بلا ثمن؟

وهل قرأت أسباب الثورة؟

وهل تعلم أن المعارضة البريطانية – لا الحكومة – ساندت الثورة العراقية؟ ولأول مرة تقف المعارضة مع ثورة ضد جنود بلادها!

وهل تعلم أن الأسرى البريطانيين في قبضة الثوار كانوا يُعاملون معاملة طيبة، حسب اعتراف وزير الحرب البريطاني في البرلمان؟

أما قولك: “لأنهم ليسوا مسلمين”، فهذه النغمة تحديدًا كتبتها المس بيل قبل مئة عام في مذكراتها.

دعنا ننتقل إلى زاوية أخرى، وهي الصحافة البريطانية يومذاك:

ماذا قالت؟ وماذا كتبت؟

هل تعلم أن رئيس وزراء بريطانيا قال أمام البرلمان: “لم أسمع عن ثورة العراق إلا عن طريق الصحافة”؟

هل تعلم أن لورنس العرب كتب مقالات عديدة في الصحف البريطانية، وهاك مقتطفًا مما نشره في صحيفة الصنداي تايمز:

“لكن حكومتنا أسوأ من النظام التركي القديم.

فهي قد جنّدت 14 ألفًا من السكان في القوات المسلحة، وصارت تقتل مئات من العرب سنويًا.

وقتلنا ما يقارب 10,000 عربي في ثورة هذا الصيف فقط.

إننا لا نستطيع الاستمرار على هذه الشاكلة، فالعراق بلد فقير وقليل السكان.

ولو شاهد عبد الحميد ما نصنعه لصفّق لصنيع سادته.

إننا ندّعي أن وجودنا في أرض الرافدين هو من أجل تطويرها لمصلحة العالم.

ويتفق جميع الخبراء بأن الأيدي العاملة هي العامل الحاسم في تطوير البلاد.فإلى أي حد سيكون قتل 10 آلاف فلاح ومدني عرقلة لزراعة القمح والقطن والنفط؟إلى متى نسمح بالتضحية بالملايين من الباونات، والآلاف من جنود الإمبراطورية، وعشرات الآلاف من العرب، من أجل إدارة استعمارية لا تنفع أحدًا سوى موظفيها؟”

وقد وصفت بعض الصحف البريطانية ثورة العراق بأنها لا تختلف عن ثورة جنوب أفريقيا في طابعها التحرري.

ربما تعذر عليك الوصول إلى بعض هذه المصادر، ويمكنك الرجوع إلى بحثنا:

“جهاد السيد نور السيد عزيز الياسري في ثورة العراق التحررية وصناعة الوطنية”وهو متوفر في مكتبة جامعة لندن، وإذا لم تحصل عليه، نبعثه إليك عند طلبك.

 

 


مشاهدات 48
الكاتب عادل الياسري
أضيف 2025/04/20 - 3:58 PM
آخر تحديث 2025/04/21 - 3:32 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 263 الشهر 21421 الكلي 10902068
الوقت الآن
الإثنين 2025/4/21 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير