صناعة القدر ..
مهدي سهم الربيعي
لسنا غرباء في مدن المصير،
ولا عابري صدفةٍ في دروبٍ رسمتها يدٌ ،
لا نراها.
نحن الحدّادون،
نطرق على سندان الوقت ،
بمطارق القرار،
نصوغ من لحظاتِ التردّد ،
سلاسل تربطنا بمستقبلٍ نجهله،
ثم نقول ..
هكذا شاء القدر ..
ونتعجّب !!
من الذي أدار المفتاح في القفل؟
من الذي اختار أن يصمت ،
حين وجب الكلام،
من الذي تكلم ، حين كان الصمت نجاة؟
من الذي قال غداً ،
بدل الآن ،
ثم تاه في زحام الغد الذي لم يأتِ؟
القدر ليس لعنةً تهبط من سماءٍ بعيدة،
بل وهمٌ نصنعهُ بأنفسنا،
حين نمشي في اتجاهٍ وقلوبنا تهتف بالضد.
هو نحن،
حين نخون بوصلة الحدس ،
ونرتمي في حضن الركود ،
نحن من يصنع قيده،
ثم يبكي من ضيقه .