تحذيرات من إنهيار القطاع الصحي والعدوان الإسرائيلي يفاقم المعاناة
العراقيون يجدّدون التضامن مع غزة بتأكيد وحدة المصير
بغداد - قصي منذر
صدحت أصوات الغضب من قلب مدينة الكاظمية، حيث احتشد مؤيدو مدرسة الإمام الخالصي، رافعين راية التضامن مع غزة، فيما أكدوا أن معركة فلسطين هي معركة الأمة بأسرها. وقال بيان تلقته (الزمان) أمس إن (الوقفة جاءت تأكيدًا لوحدة الموقف والمصير المشترك مع القضية الفلسطينية، التي تمثل جوهر الصراع مع قوى الهيمنة والاستكبار العالمي)، وأضاف إن (المرجع جواد الخالصي ألقى كلمة مركزية خلال الوقفة، شدّد فيها على أن ما يجري في غزة هو معركة الأمة بأكملها، وليس مجرد صراع محلي)، ودعا الخالصي إلى (وحدة الصفوف تحت راية المقاومة ومشروع الخلاص الحقيقي)، ولفت إلى إن (المصير المشترك الذي يربط شعوب الأمة، وفي مقدمتها العراق وفلسطين، يتطلب مواقف ثابتة في الدفاع عن القضايا العادلة)، مضيفاً أن (الشعب العراقي سيظل وفياً لموقعه الريادي في دعم قضايا الأمة، وعلى رأسها قضية فلسطين).
من جانبهم، اكد المشاركون في الوقفة إن (أصوات الأحرار ستظل ترفع لواء الحق، داعين إلى مشروع إنقاذ موحد يجمع كل القوى الحيّة تحت مظلة المقاومة، من أجل تحرير الأرض وحماية الإنسان من الاستكبار العالمي). من جانبها، دانت منظمة التعاون الإسلامي استمرار جريمة الإبادة الجماعية الممنهجة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، واستمرار العدوان على المدن والقرى والمخيمات في الضفة الغربية بما فيها القدس التي أسفرت عن ارتقاء 92 شهيدا و219 إصابة خلال الساعات الماضية.
وأكدت المنظمة في بيان تلقته (الزمان) أمس ان (استمرار هذه الجرائم يشكل وصمة عار في جبين الانسانية وانتهاك صارخ لكل المواثيق والقوانين والقرارات الدولية والقيم الإنسانية)، ودعا البيان إلى (ضرورة وقف العدوان ومحاسبة الاحتلال الإسرائيلي عن جرائمه)، مجدداً (التحذير من تصاعد وتيرة اقتحامات المسجد الأقصى من قبل مجموعات المستوطنين المتطرفين بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي)، مؤكداً إن (المسجد الاقصى مكان عبادة خالص للمسلمين، وان مدينة القدس المحتلة عاصمة دولة فلسطين)، وطالب البيان بـ (ضرورة الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي للاماكن المقدسة وخصوصا المسجد الأقصى)، محملاً (مجلس الأمن الدولي المسؤولية تجاه إلزام إسرائيل، قوة الاحتلال، وقف جميع جرائمها وبشكل شامل، وضمان ادخال المساعدات الإنسانية دون عوائق الى قطاع غزة). وتُواجه منظومة الرعاية الصحية في غزة خطر الانهيار التام، في ظل تواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية وتفاقم النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، ما يهدد أرواح الآلاف ويزيد من حجم الكارثة الإنسانية. وأكدت منظمات دولية ومحلية أمس أن (استمرار التصعيد العسكري ينذر بانهيار كامل للقطاع الصحي، الذي يعاني أصلًا من تدهور مزمن منذ سنوات)، وأضافت إن (المستشفيات في غزة تُكافح للعمل بأقل من نصف طاقتها نتيجة انقطاع الكهرباء وشح الوقود اللازم لتشغيل المولدات، بالإضافة إلى تعطل سلاسل الإمداد الطبي بسبب الحصار). فيما أشار تقرير صادر عن وزارة الصحة في غزة إلى أن (أكثر من 60 بالمئة من الأدوية الأساسية مفقودة، ومن بينها أدوية التخدير والمضادات الحيوية وأدوية الأمراض المزمنة، فضلًا عن اقتراب نفاد المستلزمات الجراحية ومواد العناية المركزة، ما يعوق إجراء العمليات الجراحية الطارئة ويزيد من معاناة المرضى)، وشددت الوزارة على إن (الطواقم الطبية تواجه ضغوطًا غير مسبوقة، إذ يعمل الأطباء والممرضون لساعات طويلة في ظروف مأساوية، وسط تصاعد عدد الضحايا واستمرار استهداف المنشآت الصحية، وهو ما نعده انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني).