في ذكرى استشهاده الإمام الحسين (ع) سيد الشهداء وسيد شباب أهل الجنة
سامي الزبيدي
قيم الشهادة تنحني إجلالا
وبتضحياتك تقتدي أجيالا
فأنت الحسين شهيد آل محمد
لك في القلوب محبة وجلالا
وأنت حفيد للرسول وسبطه
أضفى عليك محبة ودلالا
وابن الذي من كرم الله وجهه
وابن البتول من أبيها مثالا
قد ثار لما حرفوا الحق باطلا
والباطل استشرى بهم وتعالى
فلبى نداء السائلين ان أقدم
والكل جندك نركب الأهوالا
ولما دنا من كربلاء بأهله
نقضوا العهود وغيروا الأقوالا
وتركوك انت وقلة من صحبة
وثلة من عترة وعيالا
فآليت ألا تنثني وتهادن الطاغوت
والطغيان والإجرام والأرذالا
وقدمت أغلى ما عليك ومن لديك
من إخوة وصحبة أبطالا
وبقيت وحدك بعد مقتلة الكرام
و دعوتهم من ذا يريد نزالا
فأجابوك رشقاً بالنبال وبالقنا
وهذي رسائلهم فهم أنذالا
وماهزك الجمع الغفير لجيشهم
بل كنت تغزو جمعهم وتنالا
فأحاطوك من كل الجهات بجندهم
ليغدروا أو يضفروا بمآلا
وأكثروا عن بعد رميا نبالهم
وطعن القنا ولن يقربوك وجالا
فكنت كالأسد الضروس تردهم
وبصولة تجتث منهم عصبةً ورجالا
فلم يجرؤا فرسانهم ليواجهوك
وفي الحرب جولات وفيها سجالا
فأثخنوا جسدك الطهور جراحا
وعانيت نزفا للدما سيالا
ونزلت عن ظهر الجواد لتستريح
وتجمع قواك لتعاودن قتالا
لكن فيض الدم اضعف ساعديك
فلن تعد تقوى لرفع نصالا
وعاودوا طعن الرماح بقوة
وضرب السيوف فقطعوا أوصالا
ثم انبرى أشقى العتاة بجرمه وحز
منحرك الشريف بأعتا وأخزى فعالا
الله اكبر كيف تجرؤ امة
قتل ابن بنت نبيها صبرا بغير وبالا
وأسلمت روحك بعد ان نلت المنى
وبكت عليك سمائها وقد بكتك ثكالا
فأنت سيد الشهدا وعنوان الفدا
بدمك الطهور قد نلت خير منالا
وأنرت للأحرار نهجا للهدى
وللثائرين أنرت درب نضالا
ودروس ثورتك العظيمة أصبحت
لأجيالنا نورا ونبراساً وخير مثالا