جرس إنذار أم بارقة أمل؟
ثامر مراد
لقد أضحى واضحًا لنا الآن عدد سكان العراق، ولكن هل هذا هو السؤال الجوهري حقًا؟ أليس الأجدر أن نسأل: كم منّا متعلم؟ كم منّا يملك عملاً ثابتًا يضمن استقرار حياته وحياة أسرته؟ وهل يمتلك العراق البنية التحتية الكافية لمواكبة هذا التزايد السكاني؟ من مدارس تستوعب الأجيال الصاعدة، إلى مستشفيات تلبي احتياجات الجميع؟
زيادة السكان أم زيادة التحديات؟
إن الاحتفاء بزيادة عدد السكان من 13 مليونًا إلى ثلاثة أضعاف، يبدو سطحيًا إذا ما نظرنا إلى واقع الحياة في العراق، حيث يتراجع كل شيء إلى الوراء. ما جدوى الأعداد المتزايدة إذا كانت الأمية تفترس العقول، والبطالة تنخر الشباب، والإدمان يعصف بالأسر؟
التعداد السكاني هنا ليس مجرد أرقام، بل هو مرآة تعكس قضايا مجتمعية عميقة ومتجذرة. إنه جرس إنذار ينبهنا إلى حجم التحديات التي نواجهها، من أزمة السكن العشوائي إلى نقص الخدمات الأساسية. إنه قنبلة موقوتة تهدد بالانفجار، إن لم نسارع إلى إيجاد الحلول.
البنية التحتية: غياب الأساسيات وسط مظاهر الترف
رغم ما نشهده من انتشار المولات والمطاعم والمجمعات السكنية الحديثة، إلا أن السؤال المحوري يبقى: لمن بُنيت هذه المشاريع؟ ومن يستطيع تحمّل تكاليفها؟ بينما يعاني الغالبية العظمى من الشعب من شح المياه النظيفة وانقطاع الكهرباء، كيف يمكننا التحدث عن تقدم؟
معاناة خلف الأرقام
الأرقام قد تبدو مبشرة بزيادة الموارد البشرية، لكنها تخفي خلفها واقعًا لا يرحم. شعب بأكمله يُجبر على التكيف مع ظروف قاسية، حيث تغيب أبسط مقومات الحياة الكريمة.
إن التعداد السكاني ليس مجرد رقم نحتفي به، بل مسؤولية ضخمة تتطلب تخطيطًا استراتيجيًا. علينا أن نتساءل: هل نملك رؤية واضحة لتأمين مستقبل هذا الشعب؟ أم أن الأرقام ستظل مجرد عناوين فارغة تعجز عن مواكبة احتياجات الواقع؟ سلاماً أيها الفقراء على أرض العراق.