ترامب مولع بترامب
نوزاد حسن
هل ابالغ لو قلت ان ترامب مولع بنفسه الى حد كبير.انه نرسيس او نرجس معدّل بحيث لا يمكن لاحد ان يكتشف سر ولع ترامب بترامب.
ان الامور يجب ان تسير تحت مسميات الحيوية السياسية للرئيس الامريكي,او كما يفضل البعض ان يصف ترامب بانه يقول ويفعل,او انه قوي.كل هذا وغيره هو ابواب مغلقة تخفي وراءها رغبة انسان يريد ان يحافظ على ولعه بنفسه,وان يتمتع باحساسه الشخصي الى ابعد حد.
في تعليقه الاخير على مكالمته مع بوتين قال ترامب بالحرف الواحد:لا احد يمكنه ايقاف بوتين الا انا.وليس في هذا التعليق شيء من الغرابة اذا تتبعنا كل تصريحات ولقاءات ترامب التي تشغل وسائل الاعلام العالمية ومنصات التواصل الاجتماعي.
الرجل يقلب الاسطورة اليونانية راسا على عقب.فذلك الشاب اليوناني الجميل نرسيس شاهد صورته في بحيرة ساكنة تشبه المرآة فعشق صورته ناسيا كل شيء من حوله الى ان ذبل.هذه الاسطورة لا تقنع شخصا مثل ترامب.لا بد من تغيير مسار الرغبة,وتكوين حكاية جديدة بعناصر مدنية مقبولة ومؤثرة ايضا.
على ترامب ان يشكل بحيرته بنفسه ليحافظ على صورته كما يحبها.لكن من اي شيء تتالف هذه بحيرة؟
انها تتالف من الملفات الكبيرة التي تشغل العالم كحرب اوكرانيا,وموضوع غزة,ورسالته الى ايران.لم تشكل هذه الملفات الا رافدا واحدا لبحيرته.كذلك -وهذا هو الرافد الثاني- هناك دعابته,وانتباهه الى جوارب نائبه,وطرد دكتورة لبناية تعيش في امريكا بعد زياتها للبنان,واعادة المهاجرين,ولمساته التي غير بها المكتب البيضاوي الذي وضع فيه ترامب العديد من المجسمات الذهبية,وصور الرؤساء الاميركان التي زينت جدار صالة اللقاءات الصحفية لا سيما صورة ريغن التي احتفى بها ترامب جيدا.بعد كل هذا لم ينس الرئيس الامريكي ان يسير باتجاه لمسته التي ربما يراها خاصة به حين ازاح الستار عن اطار معلق يضم بيان اعلان الاستقلال الامريكي فقال مبتسما:بايدن لا يعرف ان يفعل هذا.
لكن ما النتيجة النهائية لكل هذا الاستعراض الرئاسي الذي يتفاجأ به العالم كل يوم.انها المحافظة على صورته هو.ولا بد ان تنعكس هذه الصورة في عشرات الفضائيات التي تعد افضل بحيرة يرى نفسه فيها.