حسب توقيت ساعة ترامب
صلاح الربيعي
منذ وصول ترامب الى البيت الأبيض اضطربت عقارب ساعة ترقب الحكومات من شمال الأرض الى جنوبها ومن شرقها الى غربها كل هؤلاء قد ضبط توقيت ساعته حسب رؤيته وفهمه وتوقعه لما يدور برأس الرئيس
السابع والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية الذي أعلن صراحة ومنذ ايام سلطته الأولى انه سيتعامل مع العالم خارج الأعراف السياسية المعتادة وانما سيتصرف كتاجر وقرصان لايعرف الهزيمة أو الخسارة وماهي الا أيام معدودات على دخوله البيت الابيض حتى توالت القرارات المجنونة على الصعيد السياسي والاقتصادي والأمني والعسكري الذي أربك فيها معظم الدول المنافسة الكبرى وكذلك الدول الصديقة وأخطر تلك القرارات هو فرض الرسوم الكَمركَية على دول عديدة وبنسب عالية لم يشهدها العالم من قبل مع التلويح بضربة عسكرية مؤثرة يمكن ان تطيح بالنظام الايراني حسب وصفه اذا مارفضت طهران التفاوض مع واشنطن خلال ستين يوما بينما عقارب الساعة تمضي بقلق بالغ من قبل جميع الاطراف الدولية بسبب سياسة ترامب الصادمة واولها التوتر بين واشنطن وطهران الذي أثر على المنطقة حيث يسعى كل منهما ان لايكون ضعيفا او مهزوما أمام الطرف الآخر أما بعض المختصين والمراقبين للأحداث الدولية يصفون هذا السجال مجرد لعبة سياسية كاذبة تهدف لابتزاز الخليج مالياً والبعض الآخر وصف قلق أمريكا من هيمنة ايران على المشهد الدولي وبالذات منطقة الشرق الأوسط من خلال امتلاكها للقدرة النووية التي ستكون مصدر تهديد للكيان الصهيوني مستقبلا وأطراف اخرى تؤكد قبول أمريكا بأن تبقى ايران فاعلة ومؤثرة في المنطقة ولكن بدرجة محدودة ودون قدرات نووية وهذا مايخدم مصالح امريكا التي ترغب بايران الحالية كمصدر تهديد في المنطقة سيما لدول الخليج التي تعتبر الممول الرئيس للولايات المتحدة الأمريكية في كل الظروف ولكن في حالة زوال مصدر القلق أو التهديد في المنطقة المتمثل بايران حاليا ستخسر امريكا كل نفوذها ومصالحها الاقتصادية والتجارية والسياسية في المنطقة كتسويق السلاح الذي يعتمد على الفتن داخل الدول العربية وجوارها واستيراد البترول من الشرق الاوسط وفق هواها وفي الوقت الذي يناسبها والمستغرب واللافت للنظر رغم كل التطورات الخطيرة في السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط والعالم لم يصدر اي موقف رسمي من الحكومات العربية سيما رؤساء تلك الحكومات الصامتين الذين أصبحوا مجرد مشاهدين ومراقبين ومنتظرين عن جهالة لما سينتج عن امريكا من فعل تجاههم فيما لو ضبط ترامب ساعته المجنونة حسب التوقيت الذي يناسبه وحينها بالتأكيد ستكون ( ساعة سوده ) على كل من يخالف أوامر وقرارات البيت البيت الأبيض والأيام القليلة القادمة ستجيب على كل التساؤلات وسينكشف المخفي والمستور وبكل الأحوال ستبقى عقارب ساعة السماء العظيمة هي التي ستحدد وقت هزيمة الباطل وزواله أو إنتصار الحق وأصحابه .