الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
من يحمي صغار المساهمين والمودعين ….في قطاع المصارف العراقية

بواسطة azzaman

من يحمي صغار المساهمين والمودعين ….في قطاع المصارف العراقية

 الثلث المعطّل والتصويت التراكمي كأدوات قانونية ومصرفية لإصلاح اشكاليات الملكية المصرفية في العراق

سيف الحلفي

 

 

 

* في الوقت الذي تتزايد فيه التحديات أمام القطاع المصرفي العراقي

* وفي ظل تكدس أسهم بعض المصارف في أيدي مجموعات محدودة أو عوائل مسيطرة او كارتلات مغلقة

* يتصاعد القلق والرغبة في ايجاد تفاهمات مصرفية حول مستقبل الحوكمة الحقيقية وحقوق صغار المساهمين والمودعين.

* فالإشكال الجوهري لا يكمن فقط في غياب أدوات الحوكمة كنصوص او قوانين رادعة

‼ بل في تعطيلها واقعًا من قبل جهات تملك القرار المالي داخل المصرف من خلال قوة امتلاك غالية الأسهم المصرفية او تزيد 51% من حملة الأسهم

‼ لقد طرحت سابقا الكثير من الرؤى المصرفية والمعالجات الانية

* وفي رؤية قانونية واضحة لمعالجة هذا الخلل البنيوي، واليوم تؤكد  هذه الرؤية، خاصة بعد تصفية بعض البنوك وضعف أداء مصارف اخرى  ومن ضمنها

أولًا: أدوات قانونية واقعية لحماية المساهم الصغير وهذا هم المهم في أولى إصلاح النظام المصرفي

1. الثلث المعطل  (Blocking Minority):       

* أداة قانونية تمنح لأقلية المساهمين (عادةً من يملكون 33%+1 من الأسهم) لتعطيل القرارات الجوهرية داخل الهيئة العامة، مثل:

            * تعديل النظام الأساسي.

            * الموافقة على بيع الأصول الاستراتيجية.

            * اندماج أو تصفية المصرف.

            * هذا الحق يخلق توازنا  داخل الهيئات العامة، ويمنع القرارات التي تُتخذ بشكل منفرد من الكتل المالكة الكبرى.

2. التصويت التراكمي (Cumulative Voting):

            * يتيح للمساهمين الأقلية تركيز أصواتهم على مرشح معين لعضوية مجلس الإدارة، ما يضمن تمثيلًا حقيقيًا لهم.

            * هذه الآلية مطبقة في عدد من الولايات الأميركية مثل كاليفورنيا وديلاوير، وتعد  أداة فعالة ضد هيمنة الكارتلات العائلية او كارتلات تجمع الأسهم ضمن المؤسسة الواحدة

3. تعديل قانون الشركات العراقي – مقترحات ضرورية:

* منح 5% من المساهمين الحق في:

            * الدعوة إلى اجتماع هيئة عامة طارئ.

            * الاعتراض أمام القضاء على قرارات مجلس الإدارة في حال تعارضها مع مصلحة المساهمين أو المودعين.

            * الطعن في التوزيعات أو رسملة الأرباح غير العادلة.

 

            * ان هذه التعديلات تعزز مفهوم “الرقابة المتوازنة” وتجعل صغار المساهمين طرفًا فاعلًا لا متفرجًا.

ثانيًا: التجارب الدولية الناجحة

الولايات المتحدة الأميركية:

            * في العديد من الولايات، يحق لأقل من 5% من المساهمين الدعوة لاجتماع الهيئة العامة.

            * يفرض الإفصاح الكامل عن المعاملات مع الأطراف المرتبطة.

            * تلزم بعض البنوك بوجود لجان مستقلة داخل مجالس إداراتها لمراقبة مصالح المساهمين الصغار.

فرنسا:

* يطبق نظام “الثلث المعطّل” فعليًا في كبرى الشركات.

* القانون الفرنسي يجيز إحالة قرارات الإدارة إلى القضاء من قِبل 5% من المساهمين.

* اعتماد نموذج “Two-Tier Board” الذي يفصل الإدارة التنفيذية عن الرقابية، ويُشرك صغار المساهمين في الرقابة.

ألمانيا وتركيا ومصر:

* في ألمانيا وتركيا، تشارك النقابات وصغار المستثمرين في مجالس الإشراف لضمان الشفافية.

* في مصر، اقترحت هيئة الرقابة المالية قانونًا يلزم البنوك بتطبيق التصويت التراكمي وتحديد سقوف للملكية المهيمنة.

ثالثًا: العراق – الحاجة إلى إصلاح  مصرفي عميق لا شكلي وخاصة لدينا تجارب مريرة ومؤلمة في ضياع حقوق المودعين وضياع حقوق صغار المساهمين

* مازلت ارى وللأسف الشديد في العراق، ما زالت بعض المصارف تدار  كإقطاعيات مالية بغطاء قانوني هش

* حيث يتم تهميش المساهمين الصغار

‼ ويتم تمرير القرارات داخل الهيئة العامة دون أي توازن رقابي بين رغبة كبار المساهمين وحماية قرار صغار المساهمين

* إن التجربة العراقية وللأسف الشديد أظهرت فشل الحوكمة الشكلية عندما تُعطّل من الداخل بواسطة المساهم المسيطر او اصحاب غالبية الأسهم

‼ سواء كان فردًا أو عائلة أو تحالف مالي مغلق او كارتلات مالية

‼ بشكل عام حتى نحمي صغار المساهمين ونقوم العمل المصرفي بشكل يكون اداة تنموية فاعلة من خلال قرارات جريئة تعزز من مفهوم الحوكمة الشاملة الفاعلة وليست الحوكمة الشكلية

‼ مازلت اؤكد إن تركيز ملكية الأسهم بيد فئة ضيقة دون آليات قانونية تحمي صغار المساهمين  يمثل تحديا" مؤسسيًا وهيكليًا يؤثر على استدامة المصارف.

* الحوكمة الحقيقية تبدأ عندما يكون لكل مساهم صوت، ولكل اعتراض آلية، ولكل قرار توازن.

* إن تطبيق أدوات مثل الثلث المعطل، التصويت التراكمي، وتفعيل دور الـ 5% من الهيئة العامة هو المدخل الحقيقي للإصلاح المصرفي وحماية حقوق صغار المساهمين والمودعين

‼ من يملك القرار دون توازن داخل الهيئة العامة ومجلس الإدارة قد يتفرد بالقرار المصرفي على حساب الشفافية وحماية حقوق صغار المساهمين والمودعين

* ولذا أن تطبيق هذه الحلول القانونية ليس خيارًا متاحاً بين الخيارات

‼ بل ضرورة وحاجة ملحة لضمان استمرارية البنوك كمؤسسات وطنية فاعلة لا كإقطاعيات مالية

 

مستشار قانوني ومصرفي

 


مشاهدات 32
الكاتب سيف الحلفي
أضيف 2025/04/23 - 3:31 PM
آخر تحديث 2025/04/24 - 1:38 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 100 الشهر 25167 الكلي 10905814
الوقت الآن
الخميس 2025/4/24 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير