الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
حكاية نقل وزير الدفاع السوفياتي إلى المستشفى ببغداد

بواسطة azzaman

حكاية نقل وزير الدفاع السوفياتي إلى المستشفى ببغداد

مليح صالح شكر

 

في البداية أعتذر إنْ وقع خطأ في تواريخ هذه الملاحظات لأنني اعتمدت في استذكارها على الذاكرة فقط ولا أحتفظ بأية ملاحظات مكتوبة بشأنها.

   ذات يوم تعذر على الصديق الأخ حارث طاقة المجيء للدوام في وكالة الأنباء العراقية ربما بسبب وعكة صحية ألمّت به .

لذلك قمت بزيارته في بيت شقيقه شاذل طاقة حيث كان يقيم معه في حي العقاري ليس بعيداً عن الجامعة المستنصرية.

   كنا نجلس في طارمة المنزل نشرب القهوة وجلس معنا لبعض الوقت شاذل طاقة.

    وجاء نداء هاتفي من وزارة الخارجية يطلب من الوكيل شاذل طاقة الحضور على عجل لمقر الوزارة لتعرض ضيف العراق المارشال أندري غريشكو وزير دفاع الاتحاد السوفياتي الذي يزور العراق زيارة رسمية لوعكة صحية نقل خلالها الى مدينة الطب .

   ولما كان دوامي في واع بعد ظهر ذلك اليوم فقد طلبت من شاذل طاقة ان يوصلني بسيارته الى منطقة قريبة وفعلاً وصلت الى موقف الباص مقابل الباب الرئيس للجامعة المستنصرية،

   وقبل أن أفتح باب السيارة للنزول نبهني شاذل طاقة بكتمان خبر نقل غريشكو للمستشفى ووعدته بذلك.

   ويجب القول أن السيارة التي يستعملها وكيل وزارة الخارجية كانت سيارته الخاصة نوع بيجو 504.

   ومما لا حاجة هنا لتأكيده فقد كان واضحاً آنذاك صعوبة كتمان الأخبار الخاصة بنشاطات قيادات الدولة لأن بغداد كانت ممتلئة بالمراسلين العراقيين والعرب والأجانب لكل الوكالات ومحطات الراديو العربية والأجنبية وعدد لا يحصى من اللبنانيين مراسلي الصحف والمجلات اللبنانية.

    وفي الوقت نفسه شهدت تلك الفترة  شيئاً من الانفتاح ونوعاً من حرية الصحافة لم تعد متاحة بعد ذلك بسنوات .

    كانت الدولة تدرك ذلك فمارست شيئاً من الشفافية فأصدرت وزارة الخارجية بياناً بما تعرض له الضيف السوفياتي وعناية الأطباء العراقيين به ، وإنقاذه من الأزمة الصحية التي تعرض لها حتى تمكن من السفر بالطائرة عائداً إلى موسكو.

وكان وزير الصحة تلك الأيام هو الدكتور عزة مصطفى ووزير الدفاع هو حماد شهاب.

وهكذا ما إنْ وصلت الى واع في شارع ابي نؤاس حتى وجدت أنّ البيان قد نشر ووزع على شبكات الوكالة الداخلية والخارجية.

    وفي ضوء الحرب الروسية حالياً على أوكرانيا، تشير سيرة حياة المارشال غريشكو إلى أنه من مواليد أوكرانيا وقاد القوات السوفياتية في الجبهة في مواجهة القوات الألمانية التي تمكنت من كسر دفاع القوات السوفياتية واحتلت جزءاً كبيراً من اوكرانيا السوفياتية لكن المارشال غريشكو أعاد تنظيم صفوف قواته ودحر القوات الألمانية ثم أصبح قائداً للقوات السوفياتية في المانيا الشرقية ثم قائداً عاماً لقوات حلف وارشو حتى أصبح وزيراً للدفاع ويحمل وسامي بطل الاتحاد السوفياتي ولينين وهو عضو في المكتب السياسي للحزب الشيوعي ، وتوفي عام 1976.

 

 

 

 

 


مشاهدات 150
الكاتب مليح صالح شكر
أضيف 2025/04/17 - 2:19 AM
آخر تحديث 2025/04/19 - 5:09 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 317 الشهر 18974 الكلي 10899621
الوقت الآن
السبت 2025/4/19 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير