خبير زراعي من ديالى يعيد زراعة شجرة اختفت قبل 60 عاماً
في مندلي: الألغام والذخائر غير المنفجرة تهدّد العائلات
ديالى ــ سلام الشمري
تعتبر شجرة الفرفار شجرة ذات طبيعة برية تأخذ أزهارها اللون البرتقالي مما يعطي لها لمعان خاص في الحدائق والمتنزهات العامة وعلى جانبي الطرق لا تتغذى عليها الحيوانات لمرارة أوراقها وتكثر في المناطق الصحراوية وتتحمل درجات الجفاف العالية وتنضج ثمارها في فصلي الربيع والشتاء ، يصل طول الشجرة نحو سبعة أمتار تعتمد على ساق قوية متينة ذات لحاء خشبي قوي يتحمل كثافة الفروع المتقابلة، وعادة ما تنمو في المناطق الصخرية أو على سفوح الجبال أو في الوديان وتنمو في أنواع التربة الرملية والمتكلسة وتستطيع مقاومة الجفاف وندرة المياه.
اشجار نادرة
وفي خطوة استثنائية، نجح الخبير الزراعي عدي الربيعي من محافظة ديالى في إعادة شجرة الفرفار، ، مشيرا الى انها من الأشجار النادرة والمعمرة في العراق . وقال الربيعي لــ (الزمان) ، ان (شجرة الفرفار هي إحدى أجمل الأشجار الصحراوية التي اختفت منذ أكثر من 60 عاماً ، وتتكاثر بالبذور ويفضل زراعة البذور في الجو الحار لضمان سرعة الإنبات وتقليل الفترة اللازمة لبلوغ الشتلات الناتجة إلى مراحل التفريد) .واضاف الربيعي ، انه ( تمكّن من إنتاج مئات الشتلات لشجرة يمكن أن تعيش أكثر من 100 عام وتتميز بجمالها وقدرتها على النمو بجهد بسيط، ما يجعلها مثالية للمتنزهات والصحارى ) .واكد الربيعي ، ان (الفرفار تستخدم أساسا لإنتاج الأخشاب عالية الجودة فهي المصدر الرئيسي للأخشاب بين أنواع الأشجار الأصلية في المناطق الصحراوية أما الزهور تحتوي على مركبات الفلافونويد التي تستخدم في الكثير من علاجات الطب الشعبي ) ، مشيرا الى ان إنجازه هذا يُضاف لسجله في إنقاذ الأشجار النادرة والمعمرة في بيئة العراق ) .
يذكر ان جذر الفرفار يدخل في صناعة العديد من الأدوات التي تستعمل محليا فمنه تصنع مقابض السكاكين وخشبة بندقية الصيد وتصنع منه آلات خشبية تستخدم لربط الأمتعة وتثبيتها على الجمال، وتصنع من جذوع الفرفار بعض الطبول ويستهلك حطبها اليابس وقودا.وأعلنت قائمقامية قضاء مندلي ، ان خطر الألغام والذخائر غير المنفجرة يبقى شبحًا يهدد العائلات العراقية خلال عيد الربيع ،أثناء خروجهم إلى الطبيعة والاستمتاع بالأجواء الاحتفالية .
جهات مسؤولة
وقال قائممقام قضاء مندلي علي ضمد الزهيري لـ (الزمان) ، ان ( هنالك جهودا تبذل من قبل الجهات المسؤولة في القضاء لمنع العوائل من الاقتراب من المناطق الخطرة على الحدود العراقية-الإيرانية ، اثناء عيد الربيع وفي المناسبات الاخرى التي يحتفل بها مواطنينا فرحا).واضاف الزهيري، إنه ( تم تشكيل لجنة ثلاثية من قبل الجهات المختصة، بهدف تجديد الإشارات التحذيرية على الشريط الحدودي بين العراق وإيران من جهة مندلي، وذلك مع اقتراب موسم الأعياد الذي يشهد تدفق العائلات نحو المناطق الريفية والطبيعية ) .
وأضح الزهيري ، أن ( بعض المناطق القريبة من الأراضي الزراعية تشهد إقبالًا واسعًا من العوائل، لكنها تظل محظورة بسبب وجود ألغام وذخائر غير منفجرة، مؤكدًا أن السلطات حددت بين سبع إلى ثماني مناطق محرم الوصول إليها لخطورتها الشديدة ) .
وأشار الزهيري ،إلى أن ( اللجنة الثلاثية، التي تضم قوات حرس الحدود، قامت بوضع إشارات تحذيرية جديدة خلال الأيام الماضية، إلى جانب تكثيف الحملات التوعوية لمنع اقتراب المدنيين من هذه المناطق، كما سيتم نشر نقاط مرابطة أمنية لمنع المواطنين من دخول المناطق الحدودية الخطرة خلال فترة العيدين، تجنبًا لوقوع أي حوادث مأساوية ) .ويقول مواطنين في قضاء مندلي التقتهم الـ (الزمان) ،ان ( الحدود العراقية-الإيرانية من أكثر المناطق تضررًا بالألغام، حيث خلفت الحرب العراقية-الإيرانية أعدادًا هائلة من المتفجرات المدفونة، والتي ما تزال تشكل تهديدًا مستمرًا لحياة المدنيين، ورغم الجهود المبذولة لإزالة الألغام، إلا أن عملية التطهير تسير بوتيرة بطيئة بسبب حجم التلوث الكبير، والمخاوف الأمنية، والتمويل المحدود ) .
واضافوا ، انه ( رغم تأكيد السلطات المحلية جهودها في وضع التحذيرات الأمنية وتعزيز الإجراءات الوقائية، يبقى الرهان الحقيقي على تكثيف عمليات إزالة الألغام، وتوسيع نطاق التوعية المجتمعية، حتى لا يتحول الاحتفال بالأعياد إلى مأساة جديدة ).