دوري المحترفين العراقي
اكرام زين العابدين
يعيش الاتحاد العراقي لكرة القدم واحدة من فترات عمله غير الجيدة ، من خلال الخلافات التي ظهرت للعلن ، والسباق المحموم للحصول على المكاسب في الانتخابات المقبلة بعيداً عن الشعارات الرنانة التي يطلقها الاعضاء وهي عبارة عن اسطوانة مشروخة مفادها ان الجميع يعمل لمصلحة الكرة العراقية ويسعى الى تطويرها.
لكن واقع الحال الذي اثبت بالدليل الملموس ان اغلب العاملين في منظومة كرة القدم العراقية يبحثون عن مصالحهم الشخصية اولاً وبعدها قد يفكرون بكيفية تطوير عملهم.
اخر التصريحات لرئيس الاتحاد عدنان درجال والتي اثارت ردود افعال كثيرة هي ان الدوري العراقي متطور وهو الثاني على القارة الآسيوية بعد الدوري السعودي ، ولكن الحقيقة هي ان العراقي ترتيبه الـ12 على قارة آسيا ،لان دورينا غير منتظم بالمواعيد ، وان انديتنا بعيدة عن المراكز المتقدمة في بطولات القارة الآسيوية ، بالاضافة الى عوامل فنية ولوجستية اخرى.
سنوات مرت سريعاً دون الوصول الى الاهداف المرسومة ، البعض كان يتحجج بالاوضاع غير المستقرة للعراق ، والآخر كان يتحجج بقلة الدعم المالي بالرغم من ان المال يكون متاحاً بالسفرات مع تواجد الاعضاء باعداد كبيرة في الوفود التي تمثل العراق وكان هذه البطولة وجدت من اجل فائدتهم ، وعلى اثر ذلك سمي باتحاد السفر والسياحة لكثرة سفر كل الاعضاء طيلة اشهر السنة.
اما التفكير في اطلاق مشروع رابطة دوري المحترفين في العراق، وتحويل الأندية إلى شركات استثمارية مستقلة قانونيًا وماليًا عن مؤسسات الدولة الراعية لها ، من اجل الوصول الى الاحترافية الحقيقة ومنافسة دوريات القارة الآسيوية فان هذا الامر مؤجل حالياً ولايهم اعضاء الهيئة العامة للاتحاد العراقي لانه ليس من صلب توجهاتهم وقد يضرهم ويبعدهم عن المغانم والمكاسب التي يحصلون عليها من تحت الطاولة.
ومازال الاتحاد العراقي يصر على ان يكون عدد اندية دوري نجوم العراق كبيراً وبـ(20) نادياً بالرغم من ان هذا العدد يضر المسابقة ويجعلها تطول ولا تنتهي الا باشهر الصيف الحار ، وان لايحصل اللاعب على الراحة السلبية اللازمة من اجل الاستعداد الامثل للموسم الجديد ، بالاضافة الى الاصابات التي يتعرض لها اللاعب ، مما يعطي اتطباعاً بان الدوري طويل وممل وغير مجدي .
ولا ننسى ان عقد المحترفين الاجانب ينتهي مع نهاية شهر حزيران علماً ان مباريات النادي بالموسم غير منتهية ، ومن غير الممكن ان تجبر اللاعب للعب والبقاء مع الفريق ، الا في حالة التجديد له ، وهذه مشكلة اخرى تواجه ادارة النادي.
وشاهدنا كيف ان بعض الملاعب ظهرت بارضية سيئة ولا تصلح لاقامة مباريات كرة القدم عليها لقلة الاهتمام بها من قبل ادارات الاندية.
ولم تنجح لجان الاتحاد العراقي لكرة القدم من التحول التدريجي للاحتراف ومنها لجنة التراخيص التي تجامل الاندية على حساب الحقيقية المرة التي تعيشها اغلب الاندية التي تعاني من ازمات مالية مستمرة نتيجة عدم التخطيط الصحيح والتعاقد مع عدد من اللاعبين بمبالغ مالية كبيرة تفوق امكانياتها، مما يضعها بموقف حرج في نهاية الموسم.
ولا يوجد في العراق جهة رقابة او ضريبية تراقب عمل الاندية وتمنحها اجازة الاستمرار او التوقف نتيجة اصابتها بخلل مالي في عملها ، وانا هنا مستعد ان اقابل ادارات الاندية وان اسالها عن مواردها وموازناتها المالية وكيف تصرف هذه الاموال والمستحقات للمدربين واللاعبين خلال الموسم الواحد ، وهل الجميع استلم كل اموالع ولا يوجد من يدعي انه يطلب النادي اموالاً ، وعندها سنعرف الحقيقة المخفية على الجميع.