دعوات إلى محاسبة المتورّطين بحادث مجمّع الأيادي لمنع تكرار الإنتهاكات

وفاة المهندس بشير تتحوّل إلى قضية رأي عام ونقابة المهندسين ترفض التستّر

بغداد - قصي منذر

شيع أمس جثمان المهندس المغدور بشير خالد لطيف إلى مثواه الأخير، جراء تعرضه لاعتداء أدى إلى وفاته سريرياً، في مشهد مفعم بالحزن والغضب بعدما أصبح الحادث قضية رأي عام، حيث أدانت نقابة المهندسين بشدة ما وصفته بجريمة التعذيب التي أدت إلى وفاته، فيما نفت وزارة الداخلية أي تورط لموظفيها في تعذيب الضحية أثناء احتجازه في مركز الشرطة. وقالت النقابة في بيان امس إن (حادثة وفاة المهندس بشير خالد نتيجة التعذيب ليست مجرد حادثة عابرة، بل هي اعتداء صارخ على كرامة الإنسان العراقي، وانتهاك فاضح للقيم الإنسانية التي تتأسس عليها المجتمعات المتحضرة، ويجب أن تُحدث زلزالاً تصحيحياً لكل المؤسسات المعنية بالتعامل مع المواطن)، وأشارت البيان إلى إن (النقابة لن تتوانى عن الدفاع عن حقوق المهندس بشير، ولن تتخلى عن المطالبة بكشف الحقيقة كاملة، ومحاسبة جميع المتورطين في هذه الجريمة، مهما كان نفوذهم أو مواقعهم)، وأضاف عن (الكرامة والعدالة ليست شعارات فارغة، بل هي مبادئ راسخة ستبقى النقابة ملتزمة بها بكل ما أوتيت من قوة)، وابدى البيان (عدم قناعة النقابة بكثرة البيانات والتوضيحات والإصدارات الإعلامية، التي تحاول التغطية على المسؤولين عن هذه الجريمة، ولن تتوانى النقابة حتى يكون مصير جميع المسؤولين عن الجريمة خلف القضبان)، ولفت الى إن (أي تقاعس عن اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة سنعده تواطؤاً مع الظلم، وتشجيع ضمني لمزيد من الجرائم بحق العدالة وكرامة الإنسان العراقي، وهو أمر لن تسكت عنه النقابة، ولن تقبله بأي حال من الأحوال)، داعيا جميع الجهات المعنية إلى (الوقوف صفاً واحداً من أجل حماية كرامة المواطن ، وضمان عدم تكرار مثل هذه الانتهاكات الجسيمة)، وتابع البيان إن (النقابة لن تقف مكتوفة الأيدي، بل ستتخذ كل الخطوات القانونية والمهنية للدفاع عن حق المهندس بشير، وضمان تحقيق العدالة لأسرته وللمجتمع الهندسي بأسره)، مشدداً على إن (العدالة ليست مطلباً بل ضرورة لاستقامة المؤسسات، والنقابة ستظل صوتاً قوياً ضد الظلم والقمع، مدافعةً بكل حزم عن حقوق المهندسين وكرامتهم). فيما طالب مواطنون أمس (بضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة)، مؤكدين أن (العدالة يجب أن تتحقق دون تأخير لمنع تكرار مثل هكذا حوادث)، وأشاروا إلى إن (هذه الحادثة قد هزت ضمير المجتمع، ما يستدعي تحركاً من وزارة الداخلية والأطراف المعنية، تتضمن محاسبة المتورطين). وتوفي المهندس بشير خالد عند الساعة السادسة من فجر امس، في إحدى مستشفيات بغداد. وبلغ مصدر طبي أمس إن (المهندس بشير تعرض لفشل كلوي، برغم تقديم العناية الطبية له، إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة). واعلن نائب رئيس مجلس النواب محسن المندلاوي، تشكيل لجنة تحقيقية لتقصي الحقائق بشأن حادث الاعتداء الذي تعرض له المهندس بشير.وقال المندلاوي في بيان إنه (تم تشكيل لجنة تحقيقية لتقصي الحقائق بشأن حادث الاعتداء المؤسف الذي تعرض له المهندس بشير، بعد توقيفه من قبل جهات أمنية، ووقوع انتهاكات بحقه خلال احتجازه)، مؤكداً إن (السلطة التشريعية، ممثلة بمجلس النواب، لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي تجاوز على المواطنين أو إساءة استغلال السلطة من قبل بعض العاملين في مؤسسات الدولة)، مشددًا على إن (مجلس النواب سيظل صوت الشعب وسلطته التي تراقب وتحاسب من ينحرف عن المسار القانوني والأخلاقي). وفي 27 من شهر آذار الماضي، ووفقاً لما ذكره المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد مقداد ميري، فقد تعرض المهندس بشير لحادث في بغداد بعد محاولته الدخول إلى مجمع الأيادي السكني بحجة دعوته على سحور، حيث تم منعه من قبل العناصر الأمنية. وأضاف ميري أن (المهندس حاول تسلق السياج للوصول إلى شقة مدير رواتب الشرطة الاتحادية اللواء عباس، ما أدى إلى وقوع مشاجرة بينهما، وعلى إثر ذلك، تم احتجاز المهندس بشير، الذي نُقل لاحقاً إلى سجن الجعيفر، حيث تعرض للاعتداء من قبل موقوفين آخرين. كما أكدت الوزارة أن (الوزير عبد الأمير الشمري يتابع الحادث بدقة، وأعلن تشكيل لجنة للتحقيق في الحادث، مع إصدار أمر بتوقيف اللواء عباس وأفراد عائلته للتحقيق في ملابسات الحادث). وعرضت الوزارة اول امسـ مشاهد لمشاجرة قالت إنها حصلت بين المهندس بشير، ومجموعة من الموقوفين وتعرضه للضرب. بينما تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فديو اخر يظهر الشاب بشير وهو جالس الأرض ويدفع بقدمه الباب لمنع دخول شخص يحمل مقبض حديدي ويصرخ بوجه (انت ليس شرطياً).