أفلح مَنْ وقي شُحُ نفسهِ

حسين الصدر

 

-1-

الشيطان يعدنا الفقر ، وهو يدفع الناس الى الشح ليحرمهم من الجنة ،

فالشحيح مبغوض عند الله وعند الناس ،

ومآله النار لكثرة ما سُجل عليه من الأصفار .

-2-

والمهم أنّ المسأله محسومة قرآنيا

قال تعالى :

( ومن يُوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون )

الحشر / 9

وعليك إنْ مالت الى الشح نَفْسُك أنْ تكبح جماحها بإرادة قوية، وبصيرة تامة بالوظيفة الاجتماعية للمال، حيث لا قيمة لِلرُزم النقدية المتكدسة مالم تتحول الى إنفاق في وجوه الخير والبر والمعروف والإحسان .

لابد أنْ تطرد الشح ، وتبادر الى ما تستطيع أداءَهُ مِنْ إغاثةٍ لمكروب ، ورعاية ليتيم ، وعناية بالأرامل ، وعلاج لمريض هذا اذا كنت ممن لا يملك الكثير من المال والاّ فانّ المشاريع الكبرى بانتظارك من معابد ومعاهد ومصانع لتشغيل العاطلين ...

-3 –

وقد جاء عن الفضل بن ابي مرّه انه قال :

« رايتُ أبا عبد الله (ع) يطوف بالبيت من أول الليل الى الصباح وهو يقول :

« اللهم قِني شُحَ نفسي ،

وأبو عبد الله هذا الامام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام )

يقول الفضل :

فقلتُ :

جعلت فداك ما رأيتُكَ تدعو بغير هذا الدعاء ؟

فقال (ع) :

وايُّ شيء أشدُّ من شُح النفس ؟

ان الله يقول :

( ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون )

وهذا درس أخلاقي عظيم، فاذا كان الامام الصادق (ع) يدعو ربه ليقيه من شح النفس وهو هو تقوى وورعا وتوقا الى الجنة وخشية من النار فكيف بنا على ما نحنُ عليه مِنْ حب للمال وانشغال بأمور الدنيا ؟

-4-

وروي أنّ الامام الصادق (ع) قال للفضل بن أبي مرّه :

أتدري مَنْ الشحيح ؟

قال :

هو البخيل

قال الامام (ع) :

( الشحيح أشد من البخيل ان البخيل يبخل بما في يده ،

والشحيح يشح بما في أيدي الناس وبما في يده ،

حتى لا يرى في ايدي الناس شيئا الاّ تمنى ان يكون له بالحل والحرام ولا يقنع بما رزقه الله عز وجل «

اللهم اغننا بحلالك عن حرامك وقنا شح انفسنا برحمتك يا ارحم الراحمين.