أهو عتاب أم هجاء ؟
حسين الصدر
-1-
من أكبر الصدمات التي ترهق ذوي الحس الرهيف والاخاء الصادق الشريف صدمة تُغير الأصحاب حين تعظم المناصب والألقاب ..!!
-2-
واذا تغيّر على الشاعر صديقٌ أو صاحب فانه لا يلتزم الصمت عادة ، بل يتساءل في شعره عن أسباب التغيير وقد ينتهي به الأمر الى ان يحسب صاحبه المتغير ميتا عن الاحسان .
والموت عن الاحسان لا يُبقي أثراً للإنسان .
-3 –
ومن الشواهد على هذا التغير في المواقف قصة ابي العتاهية مع عمرو بن سعدة الكاتب ، فقد كان خِلاً لَهُ وصديقا فلما علت رتبتُه مع المأمون تغيّر عليه ، فانبرى أبو العتاهية يقول :
غنيتَ عن العهد القديم غنيتا
وضيّعتَ وِداً بيننا ونسيتا
وقد كنتَ في أيام ضِعفٍ مِنَ القوى
أَبرَّ وأوفى منك حين قويتا
تجاهلتَ عما كنت تُحسن وصفهُ
ومُتَّ عن الاحسانِ حين حييتا
-4-
عبر أبو العتاهية عن حالة الضعف بالموت وبالحياة على حالة الانتعاش والقرب من مركز القرار .
-5-
وما عاناه أبو العتاهية من صديقه الذي تغيّر عليه عاناه الكثيرون من السلطويين في العراق الجديد ( عراق بعد 9 /4 /2003 ) حيث تغيّر الكثير من أصحاب المناصب على اصحابهم القدامى وأوصدوا عنهم الأبواب وكثروا الحجّاب
وبهذا سقطوا من الأعين وخسروا الأصدقاء الذين ليس من السهل تعويضهم وكشفوا عن دونية كانت مستقرة مغطاة .
وهنا تكمن الكارثة .