باب اللي تجيك منة الريح سدة وأستريح
وليد خليفة هداوي الخولاني
يعتبر الانترنيت أحد معطيات الثورة العلمية في العصر الحديث. كما ساهمت الرقمنة والذكاء الاصطناعي في زيادة تأثير الانترنيت سلبيا وايجابيا، ان نتائج معطيات هذه الثورة تعتبر من الاسلحة متعددة الاوجه منها أوجه للخير وأخرى للشر، وأوجه للمعروف وأخرى للمنكر، أوجه للفضيلة وأخرى للرذيلة، أوجه للعلم وأخرى للجهل، أوجه للبناء وأخرى للتخريب، أوجه للإصلاح والتهذيب وأخرى للجريمة وهكذا دواليك
وفي الوقت الذي تستغل الشعوب النقلات النوعية في مجال العلم والمعرفة والابتكارات لتعزيز تطورها وتقدمها في مجال النهضة العلمية والتقنية الرقمية الحديثة. تكافح شعوبا أخرى ومنها شعبنا في التصدي للاستغلال السلبي لتلك الثورة العلمية العالمية. ففي موضوع الغش في الامتحانات. يعثر المشرفون على الامتحانات النهائية كل عام على ابتكارات جديدة ومختلفة ومتعددة للغش باستغلال الانترنيت بين الطلاب الممتحنين، إذ يتم التواصل بين هؤلاء الطلاب والطالبات وبين مجموعات أخرى خارج قاعات الامتحان عبر الانترنيت بهدف تلقي الحلول للأسئلة المطلوب الإجابة عليها.
ومن محاولات الغش في الامتحانات النهائية للطلبة للصفوف المنتهية لكافة المراحل سرقة الاسئلة من قبل بعض القائمين بإعدادها او استلامها من قبل بعض مسؤولي الهيئة التعليمية وترويجها مع الحلول أو بدونها للممتحنين وبأسعار مجزية متفق عليها قبل بدء الامتحان بدقائق كما يشاع حول ذلك ، وتنتشر الاسئلة المسروقة بأسرع من انتشار النار بالهشيم مستغلة ارسلها عبر شبكة الانترنيت، وخلال وقت قصير قبل بدء الامتحان وبذلك تصل إلى الطلبة الممتحنين وقبل دخولهم الى قاعات الامتحان ولهذا السبب يجري قطع الانترنيت لإفشال هذه الفعالية .واحيانا يتم تبادل الأسئلة من قبل الطلبة الممتحنين داخل قاعات الامتحان وأشخاص خارج قاعات الامتحان يتولون حل تلك الأسئلة وتقديم الإجابات للممتحنين مستغلين وسائل مبتكرة للأرسال والاستلام كسماعات الاذن او غيرها.
وكل عام يتم قطع الانترنيت عن عباد الله منذ الساعة السادسة حتى الساعة الثامنة صباحا عند كل موسم من مواسم الامتحان ولكافة المراحل. وليس. لدى وزارتي التربية والتعليم من وسيلة أخرى لردع هذا المنكر. سواء بإصلاح النفس أو بالوسائل العلمية المضادة، والغريب في الأمر نحن أمة مسلمة تامر بالمعروف وتنهي عن المنكر وتؤمن بحديث نبيها محمد (ص) " من غشنا ليس منها " وطلابنا هم قادة المستقبل.
ويبدو ان عشرات الآلاف من الأساتذة والمدرسين والمعلمين في وزارتي التعليم العالي والتربية عاجزين عن اصلاح الانحراف في بعض افراد الجيل الحالي من الطلبة الممتحنين ونهيهم عن المنكر في الاستغلال السلبي للتطور العلمي في مجال الانترنيت مما يضطرهم كل عام لقطع الأنترنيت ضاربين بمصالح ٤٥ مليون من المواطنين عرض الحائط ، اخذين بالمقولة الشعبية التي تقول :" باب اللي تجيك منة الريح سدة وأستريح" ، صحيح ليس كل أبنائنا الطلبة وليس كل مستلمي الأسئلة من الهيئات التعليمية ضالعين بهذا الأمر المنكر وان البعض من الفاشلين والكسالى هم من يتبنون هذا الأسلوب لكن هذا الفعل المنكر يؤدي كل عام لقطع الانترنيت في عموم البلاد وعن جميع العباد ، على الرغم من معاناة الشرفاء والعناصر النزيهة من عناصر الهيئات التعليمية والمشرفة على الامتحانات ممن يضبطون البعض بحالة التلبس بالغش ويعانون ما يعانون من الضغط من بعض أولياء الأمور وبعض العناصر المتنفذة في سبيل اغلاق ملف الغش وتجاوز الحالة المضبوطة .