عندما تتحوّل مباراة إلى حرب إعلامية بين بلدين

أحلام لخليفي

أثارت قناة تلفزيونية جزائرية جدلا واسعا بسبب لغة اعتُبرت مستفزة في تغطيتها للمباراة التي ستجمع بين نادي نهضة بركان المغربي وشباب قسنطينة الجزائري ضمن نصف نهائي كأس الكونفدرالية الأفريقية.

في أحد تقاريرها التحليلية، لجأت القناة إلى استخدام تعبير وصفته الجماهير بغير المقبول، حين قالت إن الفريق الجزائري “جاهز لتفجير بركان”، وهو ما فُهم على نطاق واسع كتشبيه خارج عن السياق الرياضي، خاصة في ظل الحساسيات القائمة بين البلدين.

عدد من المتابعين اعتبروا هذا التعبير خروجا عن حدود اللباقة والتوازن المفترضين في الإعلام الرياضي، الذي من المفروض أن ينقل التنافس بروح رياضية لا بتعابير ذات حمولة رمزية أو إيحائية قد تؤدي إلى سوء الفهم أو تأجيج التوتر.

الانتقادات لم تتوقف عند الجمهور المغربي، بل طالتها أصوات جزائرية عبّرت عن استغرابها من هذا الأسلوب، معتبرة أن الرياضة يجب أن تظل مساحة للترفيه والتقارب لا للخصام أو التصعيد الرمزي، خاصة في برامج يفترض أنها تحليلية لا دعائية.

في هذا السياق، دعا بعض المختصين في الإعلام والاتصال إلى إعادة النظر في الخطاب المستعمل من قبل بعض القنوات الرياضية، والتنبيه إلى خطورة الكلمات حين تخرج عن إطارها التقني، خصوصاً في مناطق تعرف توترات دورية في العلاقات.

وعلى المستوى الميداني، فاز نهضة بركان بنتيجة مريحة في مباراة الذهاب أمام شباب قسنطينة بأربعة أهداف دون رد، في لقاء أُقيم يوم الأحد الماضي.

ويُرتقب أن تُجرى مباراة الإياب يوم الأحد 27 أبريل 2025، في مدينة قسنطينة الجزائرية، ابتــــــداء من الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المغربي.

المباراة ستُنقل عبر قناة الرياضية الأرضية وbeIN Sports HD 4، وسط ترقب كبير للنتيجة، وأمل بأن تبقى المنافسة في حدودها الرياضية دون أن تنساق وراء انفعالات زائدة لا تعود بالنفع على أحد.