غزة شاهد على موت الضمير
جاسم مراد
لا نعتقد السكوت على مذابح أطفال غزة ، هو الخوف من أمريكا بغية الدفاع عن المصالح ، أوبسبب التواطيء نتيجة العلاقات مع إسرائيل ، أو نتيجة الكره لحماس والمقاومة الفلسطينية ، أو إن لم يعد في هذا العالم بدءً من الأمم المتحدة وصولاً لأزغر دولة أمكانية أن يكون لها صوتاً مسموعاً يوقف هذه المجازر ، أو إن العالم ، كل العالم لم يعد له ضمير ينبض واحساس بالمسؤولية عندما يرى ويسمع صرخات الأطفال وهم مكسوري الاذرع والارجل والرؤوس من طائرة حربية وأخرى مسيرة إسرائيلية ، أي عالم هذا الذي نعيش وأي وحوش تلك التي لا تنهض ، من صيحات الأمهات الحوامل والأطفال المحتمين بخيمة ممزقة بعدما تم تدمير بيوتهم .
كل هذا الذي يجري والبعض من ،الكل أو الكل كله ، يطرح افكاراً بإمكانية نزع سلاح المقاومة كي تتوقف الإبادة في غزة وسواها من الأرض الفلسطينية واللبنانية ، انها بحق افكاراً ومشاريع تعني بالمؤكد تعالوا عراة جماعات وشعوب كي نسلخكم ونخلص ما بقي من الأرض من شر وجودكم ، ولكي ينام نتن ياهو وبن غفير وسواهم تحت وسادات جلودكم وتصبح الأوطان التي انتم فيها لا اسم لها ، وتتحول في المزاد العلني للشرق الأوسط الجديد.
( 17) الف طفل غزاوي قتل على ايدي الإسرائيليين و ( 51) الف شهيد و (147) الف جريح ومئات بل الاف المدفونين تحت الأنقاض ، وهذا العالم الذي يسمى متحضر وذلك العالم الذي ويحتفظ بالقران كرسالة الانتماء للإسلام وهؤلاء المتحدثين بلغة الضاد ، كل هذا والمساومات تجري لكي تقلل إسرائيل من اعداماتها الميدانية للأطفال والنساء ، بدعوى إن إسرائيل تنتمي للغرب ومحمية من الغرب وديمقراطية حتى العظم فبالإمكان نسيان ما يجري والعيش سوياً بسلام بعدما يتم تنفيذ مشروع السامرة ويهودا ، ولما لا يكون ذلك ، اليس الرئيس الأمريكي ترمب هو الذي طرح فكرة طرد مليونين ونصف غزاوي من وطنهم غزة لإقامة مشاريع للهو والكازينوات والسياحة فيها .
غزة هي الجرح الذي لا ينسى ، وهي انشودة احرار شعوب العالم ، وهي كتاب الحساب الإلاهي ، لكل من سكت وتهاون وامعن في جروحها ، غزة منذ الاحتلال الأول ، كانت ثائرة ، وهي التي سبقت الجميع في طرد الغزاة ، وغزة التي دفعت بألاف الضباط والقادة والمتقاعدين الإسرائيليين للمطالبة بوقف الحرب ، لأنه لا جدوى مع غزة غير وقف الحرب وتبادل الاسرى .