الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
خبز‭ ‬الظهيرة‭ ‬

بواسطة azzaman

خبز‭ ‬الظهيرة‭ ‬

عباس الحسيني

 

ما‭ ‬زال‭ ‬تنور‭ ‬امي‭ ‬مشتعلا

مازالت‭ ‬الحناء‭ .. ‬تتوسل‭ ‬جدران‭ ‬الوصايا

وما‭ ‬يزال‭ ‬الحب‭ ‬‮…‬‭ ‬فتيا‭ ‬

على‭ ‬جدران‭ ‬بيتها‭ ‬الاول‭ ‬

ما‭ ‬تزال‭ ‬طفولتنا‭ ‬ابية‭ ‬على‭ ‬التنحي‭ ‬

وما‭ ‬يزال‭ ‬العراق‭ ‬فتيا‭ ‬

يعانق‭ ‬شهوة‭ ‬التاريخ‭ ‬

انت‭ ‬التي‭ ‬كتبت‭ ‬اول‭ ‬الحروف‭ ‬

وانت‭ ‬التي‭ ‬‮…‬‭ ‬محوت‭ ‬دائرة‭ ‬الطفولة‭ ‬

اسميك‭ ‬المرور‭ ‬الي‭ ‬

واطمع‭ ‬ان‭ ‬الثم‭ ‬يديك‭ ‬

وهما‭ ‬ترفعان‭ ‬بيرق‭ ‬اليأس‭: ‬

لا‭ ‬تخف‭ ‬يا‭ ‬بني‭ ‬

مرة‭ ‬لنـا‭ ‬

ومرات‭ ‬لهم‭ ‬

لكنهم‭ ‬اخذوا‭ ‬كل‭ ‬شي‭ ‬يا‭ ‬امي‭ ‬

بلادنا‭ ‬،‭ ‬وهوائنا‭ ‬،‭ ‬وخواتم‭ ‬الزفاف‭ ‬

‭- ‬بل‭ ‬صادروا‭ ‬حتى‭ ‬قباب‭ ‬الاغاني‭ ‬

والكتب‭ ‬التي‭ ‬احرقتها

‭ ‬قبل‭ ‬ان‭ ‬تنالها‭ ‬يد‭ ‬المفتش‭ ‬السري‭ ‬

ومضى‭ ‬العمر‭ ‬

مثل‭ ‬قطار‭ ‬الجنوب‭ ‬

هائما‭ ‬ينبح‭ ‬في‭ ‬السراوات

ومتون‭ ‬الغرباء

وما‭ ‬يزال‭ ‬العراق‭ ‬

يدر‭ ‬دما

ما‭ ‬مر‭ ‬يوم‭ ‬

والعراق‭ ‬ليس‭ ‬فيه‭ ‬جوع‭ ‬

اسميك‭ ‬العودة‭ ‬الى‭ ‬حروف‭ ‬التقاطع‭ ‬

كم‭ ‬ماهر‭ ‬هذا‭ ‬القاتل‭ ‬

وكم‭ ‬هي‭ ‬مسكينة‭ ‬احجية‭ ‬البسطاء‭ ‬

كم‭ ‬يعبدون‭ ‬من‭ ‬الطرق‭ ‬

في‭ ‬زقاق‭ ‬المشردين‭ ‬

وجذاذة‭ ‬الموت‭ ‬تقطر‭ ‬ياسمينا

كلما‭ ‬عانقتها‭ ‬اشارت‭ ‬الى‭ ‬الليل‭ ‬

وتلفعت‭ ‬ببرقعها‭ ‬البدوي‭ ‬

ما‭ ‬يزال‭ ‬تنور‭  ‬امي‭ ‬مشتعلا‭ ‬

ورائحة‭ ‬الفجر‭ ‬تندف‭ ‬نثرا‭ ‬لعينيها‭ ‬

هي‭ ‬وحدها‭ ‬دون‭ ‬كل‭ ‬العروش‭ ‬

تخيط‭ ‬غيمة‭ ‬وتوشح‭ ‬اخرى‭ ‬

والعراق‭ ‬يسير‭ ‬بلا‭ ‬قدمين


مشاهدات 58
الكاتب عباس الحسيني
أضيف 2025/04/17 - 1:19 AM
آخر تحديث 2025/04/19 - 1:03 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 310 الشهر 18967 الكلي 10899614
الوقت الآن
السبت 2025/4/19 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير