الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
عشاء‭ ‬المأتم

بواسطة azzaman

عشاء‭ ‬المأتم

كامل عبدالرحيم

‭  ‬

كنت‭ ‬قد‭ ‬عقدت‭ ‬العزم‭ ‬على‭ ‬حضور‭ ‬مجلس‭ ‬عزاء‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬الكاتب‭ ‬فاضل‭ ‬الربيعي‭ ‬عصر‭ ‬اليوم،‭ ‬لكني‭ ‬قررت‭ ‬صباحا‭ ‬الذهاب‭ ‬أولا‭ ‬إلى‭ ‬شارع‭ ‬المتنبي‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬كتاب‭ ‬أو‭ ‬كتابين،‭ ‬في‭ ‬مكتبتي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬كتاب‭ ‬له‭ ‬وقد‭ ‬قرأت‭ ‬شيئا‭ ‬منها‭ ‬وأرجأت‭ ‬البت‭ ‬بأهميتها‭ ‬و‭ ‬المضي‭ ‬بقراءتها‭ ‬لاحقا،‭ ‬كنت‭ ‬أهتم‭ ‬برواية‭ ‬أو‭ ‬اثنتين‭ ‬له‭ ‬ففيها،‭ ‬لعله‭ ‬يفصح‭ ‬ما‭ ‬أبحث‭ ‬عنه‭ ‬وما‭ ‬هو‭ ‬أهم‭ ‬من‭ ( ‬فلسطين‭ ‬المتخيلة‭)‬،‭ ‬قبل‭ ‬سنوات‭ ‬طلب‭ ‬صديقي‭ ‬أبو‭ ‬سلام،‭ ‬صابر‭ ‬الحلفي،‭ ‬طلب‭ ‬مني‭ ‬أن‭ ‬أبحث‭ ‬أو‭ ‬أمتلك‭ ‬رواية‭ ‬لفاضل‭ ‬الربيعي‭ ‬عنوانها‭ (‬عشاء‭ ‬المأتم‭) ‬وبرأي‭ ‬صابر‭ ‬فإنها‭ ‬مهمة‭ ‬لأنها‭ ‬تتطرق‭ ‬إلى‭ ‬عمه‭ ‬الشهيد‭ (‬أبو‭ ‬نبيل‭) .‬

عندما‭ ‬تعرفت‭ ‬على‭ ‬صابر‭ ‬مع‭ ‬رهط‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الأصدقاء‭ ‬سنقضي‭ ‬معا‭ ‬تلك‭ ‬السنين‭ ‬والعقود‭ ‬العجاف،‭ ‬حينها‭ ‬كان‭ ‬أبو‭ ‬نبيل‭ ‬قد‭ ‬اعتقل‭ ‬توا‭ ‬فلم‭ ‬أتعرف‭ ‬عليه‭ ‬لكن‭ ‬ذكره‭ ‬سيمتد‭ ‬معنا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مجالسنا،‭ ‬أبو‭ ‬نبيل‭ ‬واسمه‭ ‬داخل‭ ‬الحلفي‭ ‬وهو‭ ‬ابن‭ ‬عم‭ ‬الشاعر‭ ‬المرحوم‭ ‬جمعة‭ ‬الحلفي‭ ‬ومن‭ ‬الجيل‭ ‬الذي‭ ‬سبقه‭ ‬وسبقنا‭ ‬وعلى‭ ‬كل‭ ‬حال‭ ‬تم‭ ‬إعدام‭ (‬داخل‭ ‬الحلفي‭) ‬بعد‭ ‬سنتين‭ ‬أو‭ ‬ثلاث‭ ‬وأبلغوا‭ ‬ذويه‭ ‬بذلك‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬تسليم‭ ‬جثمانه‭ ‬ومن‭ ‬سخرية‭ ‬القدر‭ ‬أن‭ ‬ورقة‭ ‬إعدامه‭ ‬مثبت‭ ‬فيها‭ ‬بأنه‭ ‬أعدم‭ ‬لانتمائه‭ ‬لحزب‭ ‬الدعوة‭ ‬وهو‭ ‬الشيوعي‭ ‬العريق‭ .‬

قبل‭ ‬سنوات‭ ‬نشرت‭ ‬دار‭ (‬ألكا‭) ‬رواية‭ ‬لفاضل‭ ‬الربيعي‭ ‬عنوانها‭ (‬ليلة‭ ‬الأسرار‭)‬،‭ ‬اقتنيتها‭ ‬فورا‭ ‬ظنا‭ ‬مني‭ ‬هي‭ ‬المقصودة‭ ‬والتي‭ ‬تخص‭( ‬أبو‭ ‬نبيل‭ ) ‬ولما‭ ‬لم‭ ‬أجد‭ ‬ضالتي‭ ‬فيها‭ ‬ركنتها‭ ‬على‭ ‬رفوف‭ ‬مكتبتي‭ ‬عازما‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ( ‬عشاء‭ ‬المأتم‭ ) ‬فهي‭ ‬الأبكر‭ ‬صدورا،‭ ‬عام‭ ‬1986،‭ ‬أما‭ ‬ليلة‭ ‬الإسراء‭ ‬فعام‭ ‬2017‭ .‬

بحثت‭ ‬هذا‭ ‬الصباح‭ ‬في‭ ‬مكتبتي‭ ‬عن‭ ‬ليلة‭ ‬الأسرار‭ ‬فلم‭ ‬أجدها‭ ‬فقررت‭ ‬الخروج‭ ‬باكرا‭ ‬إلى‭ ‬شارع‭ ‬المتنبي‭ ‬فدار‭ ‬ألكا‭ ‬لاقتنائها‭ ‬مجددا‭ ‬والبحث‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬عن‭ ‬عشاء‭ ‬المأتم،‭ ‬تناولت‭ ‬فطوري‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬المطاعم‭ ‬الشعبية‭ ‬وفورا‭ ‬أحسست‭ ‬بأني‭ ‬ليس‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يرام،‭ ‬وجدت‭ ‬ليلة‭ ‬الأسرار‭ ‬في‭ ‬دار‭ ‬ألكا‭ ‬و‭ ‬أخذت‭ ‬قراءتها‭ ‬أو‭ ‬التهامها‭ ‬فورا‭ ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬مكاني‭ ‬في‭ ‬سيارة‭ ‬الأجرة‭ ‬حتى‭ ‬البيت‭ ‬مقاوما‭ ‬أعراض‭ ‬المغص‭ ‬التي‭ ‬انتابتني،‭ ‬حينها‭ ‬قررت‭ ‬إتمام‭ ‬الرواية‭ ‬والكتابة‭ ‬عنها‭ ‬أفضل‭ ‬وأكثر‭ ‬ثوابا‭ ‬من‭ ‬حضور‭ ‬مجلس‭ ‬العزاء‭ ‬الذي‭ ‬كنت‭ ‬قررت‭ ‬الذهاب‭ ‬إليه‭ ‬رغم‭ ‬بعده‭ ‬عن‭ ‬مكان‭ ‬سكني‭ ‬إكراما‭ ‬لابنته‭ ‬الدكتورة‭ ‬ندى‭ ‬فاضل‭ ‬الربيعي‭ ‬التي‭ ‬حصل‭ ‬معها‭ ‬تواصل‭ ‬بسيط‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كتبت‭ ‬عن‭ ‬الفقيد‭ ‬ليلة‭ ‬وفاته‭ .‬

تتحدث‭ ‬الروايتان،‭ ‬عشاء‭ ‬المأتم‭ ‬وليلة‭ ‬الأسرار‭ ‬عن‭ ‬ليلة‭ ‬واحدة‭ ‬بذاتها‭ ‬في‭ ‬حانة‭ ‬معروفة‭ ‬عقد‭ ‬السبعينات‭ ‬وهي‭ (‬الشاطئ‭ ‬الجميل‭)‬،‭ ‬حيث‭ ‬يلتقي‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الشيوعيين‭ ‬حول‭ ‬مائدة‭ ‬عرق‭ ‬زحلاوي‭ ‬تطربهم‭ ‬أم‭ ‬كلثوم‭ ‬بأغنيتها‭ ‬الخالدة‭ (‬يامسهرني‭) ‬والنادل‭ ‬المصري‭ ‬يقوم‭ ‬بخدمتهم،‭ ‬وعندما‭ ‬أكملت‭ ‬الرواية‭ ‬قبل‭ ‬قليل‭ ‬توصلت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الروايتين‭ ‬هي‭ ‬رواية‭ ‬واحدة،‭ ‬كتبها‭ ‬فاضل‭ ‬الربيعي‭ ‬عام‭ ‬1986‭ ‬أولا‭ ‬بالأسماء‭ ‬الصريحة‭ ‬لأبطالها‭ ‬ثم‭ ‬أعاد‭ ‬نشرها‭ ‬عام‭ ‬2017‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬غير‭ ‬الأسماء‭ ‬الحقيقية‭ ‬صوب‭ ‬أسماء‭ ‬مستعارة‭ ‬ربما‭ ‬للتخلص‭ ‬من‭ ‬الحرج‭ ‬واحتراما‭ ‬لمن‭ ‬مات‭ ‬منهم،‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬الدليل‭ ‬أو‭ ‬هو‭ ‬السبب‭ ‬المقنع‭ ‬لعدم‭ ‬عثوري‭ ‬على‭ ‬عشاء‭ ‬المأتم‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬داع‭ ‬لإعادة‭ ‬طبعها‭ ‬مادامت‭ ‬قد‭ ‬نشرت‭ ‬بعنوان‭ ‬آخر‭ ‬وأبطال‭ ‬آخرين‭ .‬

يقول‭ ‬في‭ ‬ليلة‭ ‬الأسرار‭ ‬وفي‭ ‬الصفحة‭ ‬226‭ :‬

‭ ( ‬يجلس‭ ‬إلى‭ ‬مائدة‭ ‬العشاء‭ ‬الأخير،‭ ‬عشاء‭ ‬المأتم‭ ‬الذي‭ ‬يقيمه‭ ‬لنفسه‭ ‬قبل‭ ‬رحيله،‭ ‬وعندما‭ ‬ينتهي‭ ‬المعزون،‭ ‬المشيعون‭ ‬من‭ ‬تناول‭ ‬العشاء‭ ‬فإن‭ ‬الميت،‭ ‬سيكون‭ ‬قد‭ ‬مات‭ ‬حقا‭).‬

عند‭ ‬قراءتي‭ ‬ذلك،‭ ‬لم‭ ‬أتأكد‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الروايتين‭ ‬هي‭ ‬رواية‭ ‬واحدة‭ ‬بل‭ ‬وهو‭ ‬الأهم‭ ‬بأن‭ ‬الكاتب‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬رثى‭ ‬نفسه‭ ‬مقدما،‭ ‬وكذلك‭ ‬أني‭ ‬أحسنت‭ ‬صنعا‭ ‬عندما‭ ‬حضرت‭ ‬عزاءه‭ ‬بطريقتي‭ ‬حتى‭ ‬كأني‭ ‬آخر‭ ‬المعزين‭ ‬حتى‭ ‬أننا‭ ‬لوحنا‭ ‬لبعضنا‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬قراءة‭ ‬الفاتحة‭.‬

تبدأ‭ ‬رواية‭ ‬ليلة‭ ‬الأسرار‭ ‬وتنتهي‭ ‬بالدخول‭ ‬عبر‭ ‬السلم‭ ‬الرخامي‭ ‬والممر‭ ‬الطويل‭ ‬للشاطئ‭ ‬الجميل،‭ ‬ومنذ‭ ‬الصفحة‭ ‬الأولى‭ ‬وجدت‭ ‬نفسي‭ ‬فيما‭ ‬يكتب‭ ‬الكاتب،‭ ‬نفس‭ ‬الكلمات‭ ‬وتراتب‭ ‬الجمل،‭ ‬أبطال‭ ‬محشورون‭ ‬في‭ ‬زاوية‭ ‬خانقة‭ ‬وضعها‭ ‬لهم‭ ‬حزبهم‭ ‬بتحالفه‭ ‬مع‭ ‬قاتله‭ ‬وقاتلهم،‭ ‬مجموعة‭ ‬أصدقاء‭ ‬يناقشون‭ ‬ضرورة‭ ‬ذهاب‭ ‬أحدهم‭( ‬كريم‭ ) ‬لمصالحة‭ ‬زوجته‭ ‬وإعادتها‭ ‬إلى‭ ‬البيت،‭ ‬زوجته‭( ‬فردوس‭ ) ‬التي‭ ‬يحبها‭ ‬الجميع‭ ‬على‭ ‬مايبدو‭ ‬أو‭ ‬الجزء‭ ‬الأكبر‭ ‬منهم‭ .‬

‭ ‬يتحدث‭ ‬الراوي‭ ‬العليم‭ (‬الذي‭ ‬ينتمي‭ ‬ولا‭ ‬ينتمي،‭ ‬يرى‭ ‬ولا‭ ‬يتكلم،‭ ‬يعيش‭ ‬لكنه‭ ‬في‭ ‬هروب‭ ‬دائم‭ ) ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬صورة‭ ‬فورية‭ ‬يلتقطها‭ ‬أحدهم‭ ‬للمتهم،‭ ‬وكيف‭ ‬تتحول‭ ‬إلى‭ ‬دليل‭ ‬إدانة‭ ‬عندما‭ ‬تتم‭ ‬مطارتهم‭ ‬وهروبهم‭ ‬وكيف‭ ‬يبحثون‭ ‬عنها‭ ‬بغرض‭ ‬إتلافها‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬دليلا‭ ‬ضدهم‭ .‬

في‭ ‬العام‭ ‬1974،‭ ‬التقطنا‭ ‬صورة‭ ‬جماعية‭ ‬تحت‭ ‬نصب‭ ‬الحرية‭ ‬وهي‭ ‬الصورة‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬تجمعنا‭ ‬بصديقنا‭ ‬الشهيد‭ ‬رياض‭ ‬البكري،‭ ‬كنت‭ ‬أوسطهم‭ ‬وكان‭ ‬الجميع‭ ‬يضحك،‭ ‬عندما‭ ‬استلمنا‭ ‬الصورة‭ ‬كتبت‭ ‬خلفها‭ (‬من‭ ‬رحم‭ ‬الحزن‭ ‬تولد‭ ‬الأغنيات‭ )‬،‭ ‬كانت‭ ‬نسخة‭ ‬واحدة‭ ‬للصورة‭ ‬وعندما‭ ‬أعتقل‭ ‬رياض‭ ‬عام‭ ‬1977‭ ‬وكنا‭ ‬مهددين‭ ‬بالطبع‭ ‬بالاعتقال‭ ‬أيضا‭ ‬أتلفنا‭ ‬الصورة،‭ ‬بعد‭ ‬إعدامه‭ ‬وبعد‭ ‬أعوام‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬ظللنا‭ ‬نبحث‭ ‬عن‭ ‬نسخة‭ ‬أخرى‭ ‬للصورة،‭ ‬عند‭ ‬الاستوديو‭ ‬الذي‭ ‬يعمل‭ ‬فيها‭ ‬المصور‭ ‬الجوال،‭ ‬ومكانه‭ ‬بالزقاق‭ ‬المجاور‭ ‬لسينما‭ ‬غرناطة‭ ‬قريبا‭ ‬من‭ ‬مكان‭ ‬تذاكر‭( ‬أبو‭ ‬الأربعين‭ ) .‬

مع‭ ‬نفس‭ ‬أصدقاء‭ (‬أبو‭ ‬نبيل‭) ‬داخل‭ ‬الحلفي،‭ ‬كنا‭ ‬أيضا‭ ‬نلتقي‭ ‬في‭ ‬الشاطئ‭ ‬الجميل،‭ ‬لكن‭ ‬بعد‭ ‬العام‭ ‬1980‭ ‬حيث‭ ‬هرب‭ ‬أو‭ ‬أعتقل‭ ‬أو‭ ‬قتل‭ ‬أصدقاء‭ ‬الكاتب،‭ ‬لكن‭ ‬كان‭ ‬مضربنا‭ ‬في‭ ‬الطابق‭ ‬الأسفل‭ ‬للشاطئ‭ ‬الجميل‭ (‬الشتوي‭) ‬وقد‭ ‬كتبت‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الحانة‭ ‬وصلة‭ ‬خاصة‭ .‬

‭ ‬لا‭ ‬تتضمن‭ ‬رواية‭ ‬ليلة‭ ‬الأسرار‭ ‬أفكارا‭ ‬أو‭ ‬اختلافا‭ ‬فكريا‭ ‬وربما‭ ‬تضمنت‭ ‬قبلها‭ (‬عشاء‭ ‬المأتم‭ ) ‬مثل‭ ‬ذلك‭ ‬فتخلص‭ ‬منها‭ ‬الكاتب،‭ ‬فبعض‭ ‬الأفكار‭ ‬تغدو‭ ‬بلا‭ ‬معنى‭ ‬بالتقادم،‭ ‬هي‭ ‬رواية‭ ‬مصائر‭ :‬

‭(‬إنها‭ ‬ليلة‭ ‬الأسرار،‭ ‬الليلة‭ ‬التي‭ ‬يفضح‭ ‬فيها‭ ‬خبايا‭ ‬عقد‭ ‬كامل‭ ‬من‭ ‬تأريخ‭ ‬العراق،‭ ‬هو‭ ‬العقد‭ ‬السبعيني‭ . ‬رواية‭ ‬مهمة‭ ‬للجيل‭ ‬الشاب،‭ ‬لمن‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يعرف‭ ‬كيف‭ ‬شرعت‭ ‬السلطة‭ ‬في‭ ‬بغداد‭ ‬منهج‭ ‬العنف‭ ‬والقتل‭ ‬والقمع‭ ‬بكل‭ ‬أشكاله‭ . ‬زمن‭ ‬الرواية‭ ‬هو‭ ‬ليلة‭ ‬واحدة‭ ‬فقط‭ .‬مكانها‭ ‬بغداد‭).‬

‭ ‬عندما‭ ‬أنهيت‭ ‬الرواية‭ ‬وجدت‭ ‬كاتب‭ ‬ليلة‭ ‬الأسرار‭ ‬مازال‭ ‬يتخذ‭ ‬موقعه‭ ‬في‭ ‬الشاطئ‭ ‬الجميل،‭ ‬ليلة‭ ‬الأسرار‭ ‬في‭ ‬حانة‭ ‬الأقدار‭ ‬كناية‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬الحقيقة‭ ‬التي‭ ‬ظل‭ ‬يلاحقها‭ ‬فاضل‭ ‬الربيعي‭ ‬طويت‭ ‬سحيقا‭ ‬في‭ ‬ليلة‭ ‬عتيقة‭ ‬أو‭ ‬تأبدت‭ ‬هناك‭ ‬في‭ ‬لاجدوى‭ ‬الحياة‭ ‬وعبث‭ ‬النضال،‭ ‬ولو‭ ‬كانت‭ ‬أبواب‭ ‬الشاطئ‭ ‬الجميل‭ ‬مازالت‭ ‬مشرعة‭ ‬لذهبت‭ ‬هناك،‭ ‬حينها‭ ‬سيكون‭ ‬العزاء‭ ‬أكثر‭ ‬صدقا‭ ‬وأكثر‭ ‬قربا‭.‬


مشاهدات 52
الكاتب كامل عبدالرحيم
أضيف 2025/04/12 - 1:20 AM
آخر تحديث 2025/04/13 - 5:31 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 657 الشهر 12227 الكلي 10592874
الوقت الآن
الأحد 2025/4/13 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير