كرتنا الآسيوية في المنظار

حسين الذكر

منذ أيام القرعة الاسيوية لانطلاق التصفيات النهائية الاسيوية للفرق المتاهلة الى نهائيات كاس العالم 2026 نوهت بأكثر من عمود واكثر من لقاء تلفازي بان الرقم المطروح للتاهل ( ثمانية فرق زائد نصف ) توهيمي اكثر من كونه حقيقي .. وقد شرحت ذلك قائلا : ( هناك خمسة مقاعد تكاد تكون محجوزة لليابان وايران وكوريا الجنوبية وأستراليا والسعودية ) .. معللا ذلك بان هذه الدول لديها البنية والقاعدة الشعبية للمواهب والدوريات الاحترافية بشكل افضل من الاخرين وكذلك الدعم اللامحدود من قبل دولها التي تعد الوصول الى كاس العالم رسالة ذات ابعاد سياسية واجبة التحقق فضلا عن تطور هذه المنتخبات وما يشير اليه تصنيفها الدولي والاسيوي .

اما النصف مقعد فسيكون التنافس فيه مع دول أمريكا الجنوبية القوية التي لا نمتلك حظوظ اسيوية فيها من خلال تجربة اكثر من عشرين سنة خلت . لذا سيكون التنافس قائم على ثلاث مقاعد من قبل فرق تعد عريقة اسيويا وأخرى ناشئة بتطور ملحوظ مثل اندنوسيا - على سبيل المثال - فيما هناك فرق تحول صعودها الى المونديالات السابقة وبالا تراجعت بكل شيء مثل الكويت 1982 والعراق 1986 والامارات 1990 وقطر 2022 .

اعلن ان الاتحاد الاسيوي لكرة القدم الغى شروط تسجيل اللاعبين الأجانب في الدوريات ومنح ذلك الحق للاتحادات المحلية في كل دولة ووفقا لخططها وامكاناتها .. وكما نعلم ان المسألة لها علاقة وثيقة بالخطط والاستراتيجي للتطوير الاسيوي الذي يعد متأخر فنيا وتنظيميا واحترافيا وتسويقيا واقتصاديا مقارنة مع بقية القارات ( اوربا والامريكتين وحتى افريقيا) .

كما تؤكد المؤشرات بان تسجيل اللاعبين الأجانب دون ضوابط ومعرفة مسبقة وإدارة محنكة وتعليمات مدروسة تشمل مختلف المجالات التنظيمية والاجتماعية والإعلامية والتسويقية للاندية ستتحول الى وبال عليها وتاثر على مستوى اللاعب المحلي في بلدانها كما حصل في جميع الدول الخليجية اذ تم اعتماد المال كمعيار وحيد للاحتراف فيما ظلت جوانب أخرى هدامة ..

نامل من الاتحادات المحلية عقد مؤتمرات يحضرها مفكرون معنيون بالشان الكروي العولمي وليس الفني فحسب لدراسة الظاهرة بالشكل الذي تخدم فيه دول اسيا وترفع منسوب التطور وليس العكس كما هي عليه الان بكافة المستويات عدا البنية التحتية الانيقة والمكلفة التي تم تاسيسها في بعض الدول دون ان يكون لها مردود ذاتي يستحق الذكر .