السوداني والمعترك الإنتخابي
جواد العطار
اعلان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني قبل ايام وعلى هامش حضوره جلسة حوارية في ملتقى السليمانية بنسخته التاسعة ، عزمه المشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة ليس غريبا ولا مفاجئا ، فالرجل ابلى بلاءا حسنا في الأداء التنفيذي خلال السنتين الماضيتين اولا؛. ويمتلك ثانيا؛ رصيدا جماهيريا وثقلا لا بأس به نتيجة اعماله التنفيذية الملموسة. وعلاقات خارجية جيدة ثالثا؛. والاهم في رابعا انه جنب العراق اتون الدخول في حرب إقليمية مدمرة... بعد كل ذلك لماذا لا يرشح السوداني للانتخابات وهو ابن البرلمان ورئيس كتلة تيار الفراتين البرلمانية حاليا ، وهو مطمئن للنتيجة بشكل اكيد. لقد شهد العراق نهضة حقيقية في أغلب المجالات في عهد حكومة السوداني القصير والاستثنائي وخلال فترة وجيزة؛ رغم كم الملاحظات على الخطط والاعمال والكلف العالية للمشاريع؛ الا انها نالت قبول واستحسان الجمهور الذي لامسها بعد جفاف خدمي وغياب طويل للتطوير ولأكثر من عقدين. فهل كان السوداني يعمل لأجل مصلحة ومجد شخصي؟ ام انه كان يعمل لأجل العراق؟؟. الاجابة على هذا التساؤل وضع لبنته الأولى السوداني نفسه ، باعلان ترشحه للانتخابات المقبلة ، فالرجل يحتاج إلى قوة في البرلمان القادم وسيحققها بشكل اكيد. وان جرت الامور على مسارها الصحيح فإنه سيحصد اعلى الأصوات هو وكتلته وبما يملكه من علاقات مع الأكراد والسنة وبما يتمتع به من قبول مع كل الاطراف الخارجية فان الكرة ستعود به إلى ذات المنصب ولكن بصلاحيات أوسع وخبرة اكبر ودون ضغوط حزبية.
ان سار المشهد مثلما نتوقع ، فإننا أمام تجربة قد تشبه تجربة اندونيسيا ومهاتير محمد او قد تفوقها إلى معجزة البرازيل وراعيها ديلفيم نيتو بين عامي 1968 - 1985 ، والعراق مؤهل للنجاح مع السوداني او غيره ، اكثر من هذه التجارب بكثير لما يملكه من موارد بشرية وطبيعية.... وهذا ما نتمناه.