الرئيس اللبناني يشعل أزمة وجهود دبلوماسية تحاول التسوية

عون يتصل بالسوداني لتهدئة التوتر بعد تصريحاته عن الحشد

بغداد - قصي منذر

بيروت - وجدان شبارو

أشعلت تصريحات أدلى بها الرئيس اللبناني جوزيف عون بشأن الحشد الشعبي شرارة أزمة دبلوماسية مع العراق، سرعان ما تصاعدت إلى استدعاء رسمي للسفير اللبناني لدى بغداد وتقديم مذكرة احتجاج شديدة اللهجة، وبينما أعربت وزارة الخارجية العراقية عن عدم ارتياحها لمحاولة الزجّ بمؤسسة عراقية رسمية في سياق الأزمة اللبنانية الداخلية، سارعت بيروت إلى احتواء الموقف عبر اتصال هاتفي مباشر أجراه عون مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، في مسعى لتوضيح الملابسات وتطويق تداعيات التصريحات المثيرة للسجال. وقال بيان تلقته (الزمان) أمس إن (السوداني تلقى اتصالاً هاتفياً من عون، جرى خلاله استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وسبل تعزيزها لما فيه المصلحة المشتركة)، وأضاف إن (الاتصال تضمن إيضاحاً من جانب الرئيس اللبناني إلى السوداني، بشأن طبيعة ومحتوى التصريحات التي صدرت عنه، والسياق الذي ورد فيه ذكر الحشد، ما استدعى الرد من جانب وزارة الخارجية).

متانة الروابط

وأشار إلى إن (الاتصال تناول تأكيد المتبادل عمق العلاقات بين العراق ولبنان، ومتانة الروابط التاريخية والثقافية والاجتماعية، التي تربط الشعبين الشقيقين، وأهمية التنسيق المشترك في مواجهة مختلف التحديات التي تمرّ بها المنطقة). من جانبه، أكد عون (اعتزاز لبنان وتقديره لمكانة العراق، والمؤسسة العسكرية العراقية، والمواقف المبدئية للحكومة العراقية الساندة للشعب اللبناني في وجه مختلف الأزمات والتحديات). كما استقبل السوداني، النائب اللبناني السيد قبلان قبلان الذي سلم رسالة من رئيس مجلس النواب نبيه بري، تضمنت التعبير عن شكره العراقَ لمواقفه ودوره في دعم الشعب اللبناني.  واكد السوداني خلال اللقاء (أهمية تعزيز أواصر العلاقة بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات)، مشدداً على (الالتزام بدعم سيادة لبنان ووحدة أراضيه، والعمل على توحيد الجهود والتنسيق بشأن إطلاق عملية إعادة إعمار مناطقه وتعزيز أمنه واستقراره). واستدعت الخارجية، في وقت سابق، السفير اللبناني لدى بغداد، للتعبير عن عدم ارتياحها للتصريحات التي أدلى بها الرئيس اللبناني والتي تناول فيها الحشد. وقال بيان تلقته (الزمان) أمس إنها (استدعت سفير الجمهورية اللبنانية لدى بغداد علي الحبحاب، إلى مقر الوزارة، للتعبير عن عدم ارتياحها للتصريحات التي أدلى بها الرئيس اللبناني، لإحدى وسائل الإعلام العربية في مقابلة خاصة، والتي تناول فيها الحشد)، وأكد وكيل الوزارة لشؤون العلاقات الثنائية محمد بحر العلوم أن (الحشد جزءٌ مهم من المنظومة الأمنية العسكرية في العراق، وهي مؤسسة حكومية وقانونية وجزءٌ من منظومة الدولة العراقية)، مشيرًا إلى أن (ما صدر عن الرئيس اللبناني من ربط في هذا السياق لم يكن موفقًا، وكان الأجدر عدم إقحام العراق في الأزمة الداخلية اللبنانية أو استخدام مؤسسة عراقية رسمية كمثال في هذا السياق).

وحدة مستقلة

وكان عون، قد قال في مقابلة، إن لبنان لن يستنسخ تجربة الحشد في العراق لاستيعاب حزب الله ضمن صفوف الجيش. وشدد عون على أن (حزب الله لن يكون وحدة مستقلة داخل الجيش)، مضيفاً (يمكن لعناصره الالتحاق بالجيش والخضوع لدورات استيعاب)، مشدداً على (أهمية اللجوء إلى الحوارلتحقيق هذا الهدف)، وجدد عون على أن (القرار اتخذ بحصر السلاح).