فاتح عبد السلام
لا نحتاج الى مزيد من التحليل والتأويل، لكن من الواضح انّ أية ضربة قد تصيب القوات أو السفارة الامريكية في العراق وتوقع خسائر بشرية هناك، ستضع الوضع الحكومي كله في بغداد في موقف محرج ومسؤولية بالغة الاستحقاقات في جانبين، الأول، هو محاسبة مَن أطلق الصواريخ، والثاني منع اطلاقها مستقبلاً.
ولا تبدو انّ هناك علامات واضحة لإمكانية ان يضطلع أي طرف عراقي رسمي بهاتين المهمتين، لذلك سينجر العراق بالأسابيع وليس بالشهور نحو حالة شبيهة بما يجري في سوريا منذ سنوات، اذ تتعرض أهداف “موالية” لإيران للقصف الإسرائيلي المستمر.
في أيام الحكومة السابقة، كانت المعالجة محفوفة بالمخاطر، كون تلك الحكومة منبثقة من خارج التشكيلات السياسية التقليدية السائدة، ولمدة محدودة ذات هدف واحد هو اجراء الانتخابات التي يعيش العراق حاليا في «رحاب» حكومة من نتائجها.
هناك مَن يريد التلاعب بالوضع الأمني في العراق، تحت صفات استغلالية لها حصانة معينة، وهؤلاء يستطيعون النجاح وتوريط البلد في الانحدار نحو وضع سيء، ليس لضعف الأمن الوطني، ولكن لإصرارهم على الاستمرار في هذا النهج و”عوامل” أخرى.
لا تتوافر في اليد اليوم علاجات أكثر من التصريحات والوعود في توفير الحماية اللازمة للهيئات الدبلوماسية فضلا عن قيام الجانب» المتضرر» بحماية نفسه بنفسه، كما يحصل مع السفارة الامريكية التي لديها أنظمة دفاع جوي للحماية.
يوجد مزايدون في إطلاق التصريحات الرنانة في إمكانية ضبط الأوضاع وملاحقة منفذي الهجمات، لكن ذلك لا ينسجم مع معطيات بالغة الوضوح في الواقع، سبق ان جرى اختبارها قبل ثلاث سنوات وكانت النتيجة ذات اثر سلبي.
هناك مَن يسأل، الى متى سيستمر هذا الوضع، وهو قصف السفارة الامريكية والقواعد العراقية التي يوجد فيها مستشارون امريكان مدعوون بشكل رسمي ضمن الاتفاقية الاستراتيجية، وكذلك قصف محيط أربيل؟
لا أعتقد انَّ أحداً يمتلك الإجابة الوافية، لكن الأقرب للواقع وللمعطيات الملموسة، انّ الحال سوف يستمر على هذا النحو، وسيتحول الى شبيه لما يجري في سوريا المجاورة، وما يقوم به الطيران الإسرائيلي هناك دائماً.
رئيس التحرير-الطبعة الدولية