فاتح عبدالسلام
كشف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أنه نام مطمئناً ليلة التهديد الإيراني بقصف القواعد الامريكية رداً على اغتيال جنرالهم البارز، لأنه كان قد تلقى رسالة مسبقة من طهران تفيد بأنّ الضربة لابدّ منها، لأنها من مستلزمات حفظ ماء الوجه، ولكنها ستكون في محيط قاعدة عين الأسد في العراق.
هذا نص كلام ترامب وليس أحداً غيره، والموثق بالفيديو المتاح للجميع.
في ضوء هذه المعلومات التي تبدو جديدة، يجري النظر الى جميع عمليات القصف غير المؤثرة التي تنفذها، بحسب ما يقال، أذرع إيران المتنفذة في العراق ضد قواعد يوجد فيها خبراء وقوات أمريكية بحسب اتفاق مع الحكومة العراقية.
القوات الامريكية في دول الخليج العربي موجودة في مواقع وقواعد ثابتة ومعروفة، وضمن مديات متاحة للموالين لإيران ولا أقول لإيران، لأنها لا تلوث يدها أبداً بما يسيء لسمعتها الدولية ومصالحها الإقليمية، والسؤال الذي لم تقم الجهات العراقية المسؤولة عن أمن البلد وسمعته وسيادته بالنطق به، هو: لماذا يجعلون أرض العراق وحدها مسرحاً للصراع واستهداف المصالح الامريكية بالقصف التخويفي أو ربما بالقصف الحقيقي ذات يوم ويتجاهلون الأهداف الامريكية القريبة في بلدان أخرى؟ وإذا لم تفصح جهة عراقية مسؤولة عن هذا التساؤل الأساس، فإن الجهات الامريكية لديها إجابات جديدة، جرى نقلها عبر وزير الخارجية انتوني بلينكن وأطراف أخرى. والمسألة ليست حرب غزة مطلقا، فالقوات الموالية لإيران موجودة في سوريا أصلاً، او انها تعرف طريق الذهاب مجدداً الى سوريا ولبنان ومن ثمّ خط المواجهة مع إسرائيل، فدعم غزة لا يمر من مدن عراقية يمكن ان تتحول الى ميادين مواجهة مع القوة الأكبر في العالم في ليلة وضحاها. كما ان حرب غزة ستنتهي، ولكن لا تنتهي الهجمات داخل العراق.
لماذا لم تجعلوا فعاليات حفظ ماء وجه «الشعارات الرنانة» التي ارهقتم بها المشهد العراقي بشأن الأقصى وفلسطين، ذات طبيعة تنفيسية صوتية حصرياً، فعاليات” تقلّد” مرجعيتها السياسية والحربية لدى الجار الذي كشف ترامب، كيف كان يدير صراعه مع “الشيطان الأكبر” في أحلك الأوقات؟
أي مسؤول عراقي، يطلع علينا ليتحدث عن رفضه ان يكون العراق أرضاً لحروب الاخرين والاعتداء على دول أخرى، عليه ان يضبط وضعه الداخلي، فهو قبل الدول الأخرى معني بهذا الكلام الدعائي الذي لا سند له على الواقع العراقي.
رئيس التحرير-الطبعة الدولية