من ايّ دينٍ هؤلاء؟

عبدالمنعم الاعسم

بعد ان شبعوا في التنصت علينا صاروا يتنصتون على بعضهم، في فضيحة سُجلت على حلقات الصراع على السلطة والمواقع والثروات، وقبل ان يجري لفلفة الفضيحة التي نشرت على نطاق واسع (وُضعت مع اولياتها في ادراج جهة قضائية) كان “الملف” تحت نظر هيئة حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة لتضع ختمة سوداء اضافية في سجل وسمعة العراق في مجالات انتهاكات الحقوق المدنية، فلا يُرخص للجمات المتصارعة، او لأية جهة حكومية التنصت على مواطنين (وحتى موظفين) إلا بقرار من محكمة مختصة، ولأغراض محددة تتعلق بالامن الوطني وحالات الحروب والتهديدات الخارجية، وهي جريمة نكراء اذا ما استخدمت (من ايه جهة) في الصراع السياسي، والتشهير بالخصوم، وحتى لاغراض انتزاع الاعترافات من المعتقلين، وقد قضى بتجريمها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (المادة12) والعهد الدولي للحقوق المدنية (المادة 17) وحتى الدستور العراقي في مادته السادسة عشرة حيث اكد “احترام خصوصيات الأفراد”.

سألت طبيباً من نشطاء انتفاضة تشرين عن سبب اعتكافه وابتعاده عن نشاطات زملائه  التشرينيين فابلغني انه كان ضحية للتنصت ووقوع اتصالات شخصية له بيد جهة (!) هددته بنشرها، الامر الذي يؤذي اشخاصا ويضعه تحت ملامة تمس مهنته وسمعته، فيما اصبح معروفا ان ينتزع الخاطفون اجهزة الاتصال المحمولة للخصم المُختطف واستخدام المعلومات والاتصالات الشخصية في التهديد والابتزاز، وهو اجراء ممنوع ومدان تحت طاولة القانون لأية جهة حكومية او غير حكومة.

وفي دالّة دينية اسلامية تمنع التنصت يُشار الى حديث نبوي صحيح جاء فيه: “إذا تناجى اثنان فلا يدخل معهما غيرهما حتى يُستأذن منهما”.

فمن اي دين هؤلاء.؟.