الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
عبد الستار ناصر.. لا زال مكانه شاغراً


في ذكرى الرحيل

عبد الستار ناصر.. لا زال مكانه شاغراً

مهند الياس

 

بالرغم من مرور ( اثنا عشر عاما)) على رحيله ، لا زال القاص والمبدع عبد الستار ناصر، يتجول في شارع المتنبي ، وتستقبله جموع القراء ومن خلال ( نساء من مطر) و(فراش الموز) و(مقهى الشابندر) و(الطاطران) .. وغيرها من تلك المرايا والتي ازدحمت باكثر من خمسين انجازا .

وايضا اقول .. بالرغم من مرور ( هذه القترة) على رحيل القاص عبد الستار ناصر .. فانه لا يزال بين محبيه حاضرا وشاخصا ، وتتحرك ظلاله وهي تحمل قهقهاته ، وصوته ، وعراكه (البريء) ، ومشاكساته ، ومغامراته ، وحواراته ..

لقد توزع عبد الستار في كل كتبه ، ذلك لانه رسم روحه في كل عالم اكتنفه ، واحاط به ، ولم يترك (الولد الشقي) - كما اطلق عليه ، الشاعر المبدع حميد سعيد - موقفا في حياته الا وحوله الى قصة او رواية ، ليثبت لا على قدرته في الرصد فحسب .. بل على توثيقه

للمشهد اليومي الحياتي والذي لا يريد ان يفلت من ذاكرته ويذهب هباء .

اسلوب سلس

لقد حاول عبد الستار ، ان يستحوذ على القاريء ، لا من خلال اسلوبه وهو الاسلوب السلس ، او الكاريكاتيري والممتع الساخر وفي احايين كثيرة .. بل حاول ان يضع الذي يدخل عالمه في غابة سا حرة من الصور ذات الايقاعات الملونه المقترنه بالحدث المباشر وغير المباشر ، لذلك فعندما يخرج( الضيف القاريء). من ذلك العالم وهو محمل .. بل ومتخم بل ومشبع بالتوجسات التي تحفز مشاعره لكي يحاور نفسه فيما بعد بتلك المشاهد وعبر قناعة جادة وتقبل مفرط .

ففي اخطر تصريح جميل .. يعترف عبد الستار ناصر بقوله : ( بعد اربعين سنة من زمن الكتابة ، واربعين كتابا حملت اسمي ، رايت في ساعة صحو

ان المسافة بيني وبين القصة والرواية ، لم تزل بعيدة)ز( انا كاتب فاشل تجاوز عمري الخمسين ، ولم احقق كما حققه غابرييل غارسيا مارسيل او جان بول سارتر‘ وحين اقرا فرانز كافكا او اسيفان زفايج او ايزابيل اللندي او ويريك والكوت ، اشعر بالخجل ، كيف ان افكارهم اكبر من افكاري ، وحبكة رواياتهم اقوى من حبكة كتاباتي ، وفد سألت نفسي مئات المرات لماذا اكتب اذا لم استطع تاثيث بيت يسكنه ابطال قصضصي ، كما هي البيوت التي اراها في نتالج اؤلئك العمالقة).هكذا يبدو عبد الستار في مراته التي تمده بزخم من الرياء ، ذلك لانه ، جافى الحقيقة ، كونه يرسم بمخيلة جادة ، وقلم بارع سيال ، وهو من اكثر الكتاب الذين يكتبون بواقعية يستلهم منها محفزات الحياة الكثيرة .. وعبد الستار قد لايعرف ان الاسماء الللامعة في عالم الادب ، بدأت ترتقي عبر تجاربها الخاصة والعامة بسلالم متصلة.. وان ماقدمه عبد الستار من انجازات يكفي لان تمنحه القدرة على استيعاب القناعة كونه في مصاف الادباء المتطلعين نحو فن الكتابة القصصية والروائية ... الم يعترف هو بقوله بانه (اخطر قاص في الوطن العربي)!

حقيقة لا نريد ان نضع عبد الستار فوق طاولة التشريح الابداعي .. ذلك لان المدخل سيقودنا الى مداخلة قد تاخذ منا الكثير ، ولكن لا بد من الاعتراف بان القاص والروائي عبد الستار ناصر ، كان يمثل ظاهرة

فريدة في الوسط الادبي والثقافي وعبر مرحلة الستينات وهي من اخطر مراحل التجسد الثقافي في العراق ..حيث ينتمي الى (الموجة الصاخبة) .. والتي اطق عليها الشاعر سامي مهدي .

ان مرور  اثنا عشر عام على رحيل عبد الستار ، لا زال مكانه شاغرا في ساحة (الابداع القصصي) حيث امتلك زمام انفراده المتميز وابداعه الخاص ولا اريد ان اتجاوز على الاخرين من المبدعين الرواد وخاصة من الذين تزامنو معه في ذات الفترة وقدموا عطاءهم الثر

 

 

 


مشاهدات 39
الكاتب مهند الياس
أضيف 2025/08/16 - 11:19 PM
آخر تحديث 2025/08/17 - 1:29 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 69 الشهر 11682 الكلي 11406768
الوقت الآن
الأحد 2025/8/17 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير