الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الرئيس المستعجل سلماً أو حرباً

بواسطة azzaman

الرئيس المستعجل سلماً أو حرباً

فاتح عبدالسلام

 

أي تصريح أمريكي أو إيراني خارج حلبة المفاوضات المباشرة التي جرت في مسقط وتستكمل في روما، هو نوع من الضغوط للوصول الى النتائج التي يرجوها كل طرف، كما يوجد وجه ثان للتصريحات وهو إرضاء الجبهة الداخلية للإيرانيين، كما انّ هناك رسائل داخلية يرسلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد يقصد منها اسماع حليفته إسرائيل أيضاً وحلفاء إيران ومنهم روسيا.

من التصريحات الجديدة المثيرة قول ترامب انه بصدد ان يتخذ قراراً سريعاً بشأن إيران. وهذا ينسجم مع جميع التأكيدات في ان ترامب ليس لديه الوقت الطويل ليصرفه في مفاوضات تسير على المنوال السابق كما في ولايته الأولى. الإيرانيون معروفون بالمراهنة على الوقت لكنهم هذه المرة يقولون أيضا انهم على عجلة من أمرهم للتوصل الى اتفاق عادل.

روسيا مُطلعة عن كثب على مديات المفاوضات الامريكية الإيرانية، كما انها على دراية بالأوراق المتاحة للمناورة واللعب وهي التي أسست المشروع النووي الإيراني وتعرف امكاناته، ونراها اليوم تقدم نصيحة لطهران في عدم الاندفاع نحو التصادم مع الولايات المتحدة، لاسيما انّ روسيا تدرك ما يمكن ان تفعله القوة الامريكية اذا جرى استخدامها.

 حقيقة واحدة يتحرك حولها ترامب هي انه يريد نتيجة قاطعة في انهاء ملف النووي الإيراني الى الابد أو انّ البديل هو هجمات تدميرية، قد تتلقاها ايران ، بحسب بعض الخبراء، من دون رد حقيقي اذا توقفت الضربات الامريكية في حدود تدمير المنشآت النووية ولم تنسحب الى تدمير كل ما هو استراتيجي وصولا لإسقاط النظام ، فإيران دولة واسعة في جغرافيتها وتنوعها وامكاناتها ، ومن الممكن أن تستوعب ضربة كبيرة حتى لو كانت في حجم المفاعل النووي ، لكنها قد لا تحتمل أي لعب بالورقة السياسية والأمنية الداخلية التي غايتها معروفة، وهي تغيير النظام في ظل وضع اقتصادي متردٍ وتذمر شعبي .

الرئيس الأمريكي مستعجل لحسم أول ملف قابل للحسم في سياق قراراته في مستهل ولايته الثانية التي تصارع تيارات شتى من حرب روسيا وأوكرانيا الى حرب غزة والحرب التجارية العالمية في مواجهة الصين، ولعله يجد حسم الملف النووي الإيراني الأقرب الى يديه، وانّ الحسم عبر الاتفاق السياسي سيكبح كل الخيارات العسكرية، ومن المستبعد استخدامها في مفاوضات على ملفات أخرى.

 

 


مشاهدات 62
الكاتب فاتح عبدالسلام
أضيف 2025/04/15 - 1:37 PM
آخر تحديث 2025/04/19 - 5:54 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 454 الشهر 19111 الكلي 10899758
الوقت الآن
السبت 2025/4/19 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير