طهران تبدأ مفاوضات غير مباشرة مع واشنطن في مسقط

البرلمان العربي يحذر من محاولات الإلتفاف على إقامة الدولة الفلسطينية

طهران – رزاق نامقي

يبدأ وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، مفاوضات غير مباشرة مع المبعوث الخاص للشرق الأوسط في البيت الأبيض ستيف ويتكوف، اليوم السبت في العاصمة العامانية مسقط.  وأكد عراقجي في تصريح امس أنه (سيُجري محادثات غير مباشرة مع ويتكوف في السلطنة). من جانبه، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، أن سلطنة عمان ستلعب دوراً محورياً في إحياء المفاوضات غير المباشرة مع أمريكا. وقال بقائي خلال مؤتمره الأسبوعي (نحن نواجه وضعا خاصا وكارثيا، وضعًا يتم فيه انتهاك جميع الأعراف والمبادئ الأساسية للقانون الدولي، التي شكّلت لعقود إطارا لتعامل الدول فيما بينها، بشكل صارخ).

قانون دولي

وأضاف إن (حقوق الإنسان، والقانون الدولي الإنساني، ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، تعرّضت في العامين الأخيرين لانتهاكات متكررة وصريحة)، وتابع إنه (حتى فرق الإغاثة لم تسلم من الهجمات؛ وأبرز مثال على ذلك الجريمة الأخيرة التي استهداف 15 من عناصر الإغاثة بشكل متعمد، ما أدى إلى استشهادهم)، واار الى (مشاركة بعض الأطراف الفاعلة في دفع عجلة المفاوضات غير المباشرة كانت واضحة خلال المراحل السابقة).

أكد رئيس البرلمان العربي محمد بن أحمد اليماحي، أن أي محاولات للالتفاف على حل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة سيكون مصيرها الفشل، ولن تقود إلا لمزيد من الفوضى وعدم الاستقرار. وقال اليماحي خلال اجتماع الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي التي تستضيفها العاصمة الأوزبكية طشقند أمس إن (جميع الأحداث التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط منذ ما يزيد على سبعة عقود، قد أثبتت أن التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، على أساس إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها مدينة القدس، هو المدخل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، وأن أي محاولات للالتفاف على هذا الحل، سيكون مصيرها الفشل، ولن تقود إلا لمزيد من الفوضى وعدم الاستقرار)، وأضاف (عندما نتحدث عن تحقيق التنمية والعدالة الاجتماعية للشعب الفلسطيني، فربما يكون ذلك من قبيل الرفاهية، لأننا أمام شعب يفتقد إلى أبسط أسباب البقاء على قيد الحياة، ولاسيما مع تعمد كيان الاحتلال الغاشم أن يفرض على الشعب الفلسطيني، إما الموت قصفًا وجوعًا أو التهجير وترك وطنه وأرضه التاريخية، وكلاهما يمثلان جريمة ضد الإنسانية)، ومضى الى القول إن (ما يقوم به كيان الاحتلال من جرائم في دولة فلسطين، فاق ما تقوم به أخطر التنظيمات الإرهابية في العالم)، مشدداً على (البرلمانيين الممثلين لشعوب العالم الحر، تحمل مسؤولياتهم في كسر حالة الصمت الدولي المُخزِّي تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من فظائع لم يعرف التاريخ الحديث مثيلًا لها)، ولفت إلى إن (الانتصار للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، قبل أن يكون التزامًا سياسيًا تفرضه كافة المواثيق والأعراف الدولية، فهو واجب إنساني وأخلاقي تجاه شعب له الحق مثل باقي شعوب العالم، في الحياة آمناً وحرًا ومستقرًا). وناقش الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اول امس، موضوع هجرة الغزيين والدول التي قد تسهم في استيعابهم. وأشار ترامب خلال استضافته لنتنياهو في البيت الأبيض بواشنطن إلى أن (الحرب في غزة ستتوقف في المستقبل القريب)، مؤكداً أنهم (يبذلون الجهود للتوصل إلى اتفاق آخر لوقف إطلاق النار في غزة)، وأشار ترامب إلى إنه (قابل 10 رهائن أُفرج عنهم من قطاع غزة وتحدثوا عن فظائع ارتكبتها حماس بحقهم)، وتابع إن (الاسرى المفرج عنهم من غزة الذين التقيتهم لم تكن على أجسادهم ندوب، لكن نفوسهم كانت مليئة بالجروح). من جانبها، دانت منظمة التعاون الإسلامي، جريمة قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي خيمة للصحفيين بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد صحفي وإصابة عدد آخر من الإعلاميين، مؤكدة ان ذلك يشكل انتهاكا فاضحا لحرية الصحافة والإعلام، وامتدادا لسياسات الاحتلال الإسرائيلي الهادفة لمصادرة الحقيقة وتكميم الأفواه والتغطية على جرائمه ومنع إيصالها إلى الرأي العام العالمي. وحملت المنظمة في بيان أمس (سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن استشهاد أكثر من 210 شهيداً من الصحفيين والإعلاميين منذ بدء جريمة الإبادة الجماعية التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة).

استكمال التحقيق

مجددة دعوتها إلى (المحكمة الجنائية الدولية استكمال التحقيق في جميع الجرائم التي ترتكبها إسرائيل، قوة الاحتلال، ضد المدنيين بما في ذلك الإعلاميين والصحفيين الذين يتعرضون للقتل العمد والاعتقال التعسفي والاعتداءات الجسدية على خلفية عملهم الصحفي)، ودعا البيان المؤسسات الدولية المختصة، لا سيما منظمة اليونسكو إلى (إتخاذ الإجراءات الممكنة لضمان ملاحقة المجرمين وتوفير الحماية اللازمة لحرية الصحافة وسلامة الصحفيين العاملين في الأرض الفلسطينية المحتلة بموجب القانون الدولي الإنساني والاتفاقيات الدولية ذات الصلة).