الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
خزعل فاضل يتلقّى درسه الأول على آلة العود بمحل للحلاقة

بواسطة azzaman

خزعل فاضل يتلقّى درسه الأول على آلة العود بمحل للحلاقة

بغداد - جواد الرميثي

ولد الملحن وعازف الجلو خزعل فاضل في محافظة الكوت في العام 1921 وقدم الى بغداد مع والديه وهو بعمر ستة أشهر فقط ، فسجلت مواليده في بغداد - محلة الفضل من العام 1921.  كان خزعل يعمل صبي لدى صاحب محل حلاقة كان مهتما بالعزف على آلة العود ، لذا أنخرط بدورة لتعلم العزف على يد أحد أمهر العازفين اليهود ، الذي كان يعطي للأسطة دروسه في محل الحلاقة ،  وكان الصبي خزعل ذي التسعة أعوام يسترق السمع الى النغمات والى توجيهات المعلم بصمت وشغف . التمارين والسماعيات كانت دروس يومية ، على الأسطة أن يتدرب عليها ليقدمها أمام معلم الموسيقى ، كان خزعل  طفلاً صغيراً يستمع الى تلك الدروس ، وحينما يغادر صاحب المحل دكانه ، تبقى الة العود في المحل ليتناولها الطفل الصغير ويطبّق عليها الدروس التي سمعها من معلم ألموسيقى ، ليتمرن بشغف وأصرار في عزف تلك الموسيقى  .  بعد ستة اشهر أنتهت دورة  التعليم  وطلب معلم الموسيقى أن يختبر الأسطة ، فوجده لا يملك أي معلومة موسيقية ولم يستطيع العزف على الآلة ، وعندما هم المعلم للمغادرة قال له خزعل فاضل (عمو  أكدر اسمعك  شوية عزف على العود) ،  فأنبهر معلم الموسيقى لطلب ذلك الطفل الصغير ، فقال له: وهل تعرف العزف أجابه (قليلا)،  فعزف له كل ما كان قد أعطاه من دروس لأستاذه صاحب المحل ، فضحك وتعجب  ثم قال له (ستصبح موسيقي بارع). بقى فاضل  يتدرب على الة العود سماعاً دون قراءة النوته ، وحين أصبح شاباً ، فتح محل حلاقة خاص به ، أتخذه مكاناً مناسباً ليتدرب العزف على آلة العود وبشكل يومي ، وقبل  هجرة اليهود الى فلسطين كان الهواة  والعازفين  يبحثون عن بعضهم لكي  يتعلموا ويتمرنوا سويةً  . يقول الفنان الكبير سالم حسين الأمير :أتيت الى بغداد أسأل أن كان هناك موسيقيون ، قالوا لي هنالك حلاق في منطقة الفضل  يلتقي عندة جميع هواة وعازفي المحلة مصطحبين معهم آلآتهم الموسيقية ، وكان ذلك الحلاق خزعل فاضل ،  فذهبت وتعرفت عليه وأصبحت لا أنقطع عنه ، نتمرن  لساعات طوال في دكانه الصغير ومعي الفنان خضر الياس عازف الناي وعزت نعيم  وخضير الشبلي عازف القانون والمطرب رضا علي  وأسماء كبيرة في عالم الموسيقى والتلحين ، وكنا  نشارك في الحفلات الخيرية بدون  مقابل لكي نُعّرَفُ ونشتهر في الوسط الفني والمجتمع البغدادي، ويضيف االفنان سالم  ، بعد هجرة  اليهود من العراق، أقترحت على خزعل فاضل  أن  يترك الة العود ويتعلم العزف على آلة الجلو، حيث في تلك السنة كان قد وصلا للتو من الموصل الاخوين كلاً من جميل بشير ومنير بشير ، وكانا بارعين في العزف على آلة العود ويتفوقان عليه عزفاً وتكنيكاً ، فأخذ بنصيحتي  وبدأ التعلم على آلة الجلو والتمّرن عليها ، بعد ذلك أصطحبته الى السفارة الراعية لمصالح اليهود بغية تهجيرهم الى فلسطين فأشترى لنفسه آله الجلو من أحد الموسيقيين من الطائفة اليهودية ويدعى (طقو) ، حيث كان طقو عازفاً لآلة الجلو  في التخت  الموسيقي التابع لدار الأذاعة ، وأنا أشتريت آلة القانون من عازف القانون (حسقيل) .

 ويضيف الفنان سالم  : في بداية العام 1948 بدأت بتأسيس فرقة من الهواة العازفين الجيدين ، وهم في وظائف للدولة   فمنهم المحامي والضابط ، وكان مقر الفرقة في صالون حلاقة  خزعل فاضل في منطقة الفضل ، وسميت هذه الفرقة (فرقة الرافدين الموسيقية) ، وقد شاركت في تقديم العديد من الحفلات للجمعيات الخيرية مثل جمعية حماية الاطفال وجمعية الهلال الاحمر وجمعيات خيرية أخرى دون مقابل

أنضم جميع أفراد فرقة الرافدين  الى الفرقة الموسيقية التابعة لدار الاذاعة العراقية ، وعند وصول الفنان  روحي الخماش من فلسطين سنة 1948  الى بغداد  ، أخذ يعلم خزعل فاضل وغيره من العازفين قراءة وكتابة النوتة الموسيقية ، فأصبح خزعل قادراً على كتابة النوتة الموسيقية ما ساعده في تدوين جميع الحانه بيده .

وهكذا أستمر خزعل  عازفاً لآلة الجلو وموظفاً ضمن فرقة الأذاعة والتلفزيون العراقية بقيادة  منير بشير وعلى الملاك الدائم  طوال حياته ومنذ العام 1949 حين أنتمى الى الاذاعة والتلفزيون .

كان يحمل آلته الضخمة (الجلو) عصرا كأنها كنز فريد ويتجه بها ماشيا بلا كلل الى دار الاذاعة في الصالحية ، مشاركا في حفلة او عازفا مع فرقة ، دون ان ينسى الحفاظ والعناية بمظهر قائم على أناقة مفرطة ، رغم انه خارج من محلة شعبية لم تعتد « المظهر الغربي» حينذاك، اناقة كانت تنسجم مع غلاف نسيجي نظيف ضم فيه آلته. وكان الناس ينظرون اليه بحب وابتسامة وعِطّرَه يسبقه.

ما نقل عن صورته وببدلاته التي كان يتأنق بلبسها واختياره لاشكالها وموديلاتها من الصور التي يعرفها اهل محلته (الامام السيد عبيد الله) التي كان يسكنها ، وكانت حكايات اناقته المتغايرة بما يناسب الحانه وغنائه يتناقلها الناس على انها نوع من التسلية البريئة.

 كان عضوا مؤسس للفرقة الموسيقية للاذاعة والتلفزيون ومعه الفنان سالم حسين والفنان خضير الشبلي والفنان حسين عبدالله والفنان محمد كريم والفنان خضر الياس .

 صاغ الحانا جميلة ، منها اغنية (تجونه لو نجيكم وهيانه) للمطربة مائدة نزهت ، واغنية (رسالة للولف)  للمطربة هيفاء حسين ،  وللمطرب ناظم الغزالي (يامرحبا بالزارنا) ، وللمطربة لميعة توفيق (انطر طلوعك ياكمر ، مساء الخير يا اهل المحلة ، هل هلالك رمضان ،  ومن خمرة هواكم ماصحينه) وللمطربة احلام وهبي (هلهلي بله ياسمرة هلهلي) ، واغنية ياكريم الشعب  و الماينوش العنب بيدة للمطرب جميل قشطة ،  و(شمعتها شعلوها) للمطرب داود العاني .اما لفرقة الانشاد ،  فقد لحّن الكثير ، منها: اغنية (حنة حنة بيدها حنة بايديها ،  عروسة والحبايب زافيها ، و ولفي تركني وما اجه) .

ويقع كثيرون في خطأ ، حين يخلطون بين (الأنيق) خزعل فاضل وابن محلته البغدادية الشعبية ذاتها ، خزعل مهدي ، الذي هو شخصية فنية اخرى . لقب بملحن  الاعراس كون أغلب ألحانه كانت للأعراس  .واشترك في فلمين عراقيين هما (أرحموني  وفلم  ندم)

   توفي في 14 شباط من العام 1977 في مدينة الطب لاصابته بمرض القلب وداء السكري .

 

 


مشاهدات 67
أضيف 2025/04/12 - 1:24 AM
آخر تحديث 2025/04/13 - 6:48 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 283 الشهر 11853 الكلي 10592500
الوقت الآن
الأحد 2025/4/13 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير