وهذا جوزيف بايدن الذي وضع العالم كله بباب حفرة الجحيم الأكبر ، واختصر مشهد الرعب وقال إن انتصار اسرائيل وأوكرانيا هو أمر هام جداً للأمن القومي الأمريكي !!
منذ أن جاء إلى كرسي البيت الأبيض الثمين وهو يواصل سياسته الشهيرة وبلاده بتقسيم العالم إلى محاور متضادة متصارعة ، فمن كان مع امبراطورية الشر والكاوبوي القاتل فأهلاً وسهلا به ، ومن وقف موقفاً مغايراً حتى بباب الحياد ، فهذا ضد أمريكا وذيلها الناتوي القذر ، ومصالحها وعليه أن يدفع الثمن دماً وجوعاً وحصاراً .
في حرب غزة المدينة البطلة الشهيدة الإستثنائية ، تصرف هذا الخرف الجشع مثل زعيم مافيا يدري أن فرصته في الفوز بولاية ثانية صارت بعيدة بعد ظهور بوادر فشله في الحرب الأوكرانية ، وهو يرى الآن أن دمار غزة وإزالتها من الوجود قد يعيد حملته الإنتخابية التي بدأت مبكراً إلى جادة الأمل ، خاصة أن خصمه المعتوه الآخر دونالد ترامب يغطس الآن بكرسي المحكمة ومسلسل حماقات تسهل أمر عدوه من الفوز عليه بضربة قاضية متاحة !!
من نتائج دماء غزة الطاهرة أن مصطلح التطبيع مع الكيان اللقيط قد انكشف على حقيقته وهو ليس أكثر من تدويخة دعائية ، وأنه حدث فقط بين حكومات عربية خائفة أو هي لا تستطيع مغادرة دور المحمية المطيعة .
الواضح وشديد الوضوح الآن هو أن أزيد من أربعمائة مليون آدمي يسكنون الأرض العظيمة الممتدة من بغداد شرقاً حتى الرباط غرباً ، يكرهون اسرائيل كرهاً شديداً يكاد يتساوى مع كراهيتهم لأمريكا بوصفها الراعي الرسمي للكيان الملفق الذي يعيش فيه بضعة ملايين من قطعان المهاجرين الذين جاؤوا من كل بقاع الأرض ليجتثوا شعباً لا شك بوجوده التأريخي وليخرجوا أهله بغير حق أو منطق أو بعض عدل .
حتى الحاكم العربي يشعر اليوم بورطة كبرى وهو يرى إلى شعبه يتململ ويتظاهر وينتفض ويغضب ، ويطلب منه استعمال جزء ولو بسيط من ضميره وكرامته ودينه حتماً .