مأساة خريجي المؤسسات الأكاديمية في كردستان

سيروان حاجي مصطفى

عدد المؤسسات الأكاديمية/الجامعيه في اقليم كوردستان وصل الى 41 مؤسسه تتوزع على اربعة محافظات اربيل، السليمانيه، دهوك و حلبچه ناهيك عن معاهد تقنيه واداريه حيث وصل عددها الى 29 معهد.

هذه المؤسسات الدراسيه حصلت على رخص من وزارة التعليم العالي وأكثر المؤسسات يملكها أشخاص  لا علاقة لهم بالدراسات الأكاديمية ولا يحملون شهادات جامعيه معترفه بها.

اكثر الاساتذه هاجروا الى اقليم كوردستان من بغداد والمحافظات الجنوبيه والكثير منهم يحملون شهادات  مزوره.

منذ عام 2000 يتخرج كل عام حوالي 8 الالاف مهني من هذه المؤسسات بدرجة بكالوريوس و 1200 بدرجه ماجستير و دكتوراه. المجموع الكلي يصل إلى حوالي 10 الالاف متخرج.

الكثير من هذه المؤسسات الاكاديميه الاهليه تقع ضمن فئة ادفع قسطاً تنجح صفاً ومالكيها من أصحاب الاسره الحاكمه او قريبه منها.

الأجور الدراسيه متباينه حيث تتراوح بين 2000 الى 6000 دولار لكل طالب سنويا ناهيك عن مصاريف اضافيه من النقل والكتب والايجار الخ.

المستفيد هنا هم أصحاب المؤسسات الاكاديميه الاهليه والمتضررين هم الطلبه حيث أكدت الاحصائيات الحكوميه بان 85 بالمئة من المتخرجين لا يستطيعون العثور على وظيفه في القطاع الخاص والحكومي فيضطرون العمل في قطاعات سوقيه لا تليق بشهاداتهم ولا بطموحاتهم او يهربون الى الخارج هرباً من الواقع المر.

المتخرجين الذين يحصلون على وظيفه حكوميه اما يدفعون رشاوي الى المسؤولين او محسوبين ومنسوبين على المسؤولين الحكومين او الاحزاب المسلطه على الحكم.

قررت بان اسافر من السليمانيه الى اربيل  وفي الطريق سألت سائق التاكسي : باين عليك انسان متعلم فرد: انا حامل ماجستير في الهندسه الكهربائيه وعاطل عن العمل في مجال حقلي منذ اربعة اعوام وعمري وصل الى 40 عاما، لا استطيع بناء مستقبل وافضل المجازفه للسفر الى الخارج. وفي اربيل أخبرني سائق التاكسي بانه طبيب بيطري عاطل عن العمل منذ سبع سنوات.

يا ترى هل لدى الاقليم علم بهذه الكارثه؟ وهل تخطط لإيجاد حلول لهذه المعضلة؟