خور عبد الله في قلوبنا
محمد خضير الانباري
لي صديقُ شابٍ أعتزُ بهِ جدا، اسمهُ (الغيثُ ) ، كانَ أستاذُ معنا ضمنَ كادرِ كليةِ القانونِ في جامعتي، منْ عائلةٍ كريمةٍ ذواتِ شأنٌ اجتماعي، ومنزلةُ علميةٌ عالية، لكلا الوالدين،- حفظهمْ الله ورعاهم-، كانَ نشطا وحركا، أتبادلُ معهُ الحوارَ الصباحيَ في بعضِ المواضيعِ القانونية، خاصةً في مجالِي القانونِ الدستوري والدولي، قبلُ بدءِ المحاضراتِ لطلبتنا، أو خلالَ أوقاتِ فراغنا، التي استمتعَ بها جدا، كونني منْ أصدقاءِ الكتابِ والمعلومة، لما فيها فائدةٌ لنا، وللمستمعُ منْ زملائنا الجالسينَ في القاعة، أوْ منْ يشاركوننا النقاش أحياناً، بديلاً عنْ الخوضِ في الشؤونِ السياسةِ المملةِ والمكررة، أوْ المواضيعِ الخاصة، خارجَ السلك الجامعي. قبلُ أنْ يغادرنا، ويتركَ مقعدهُ خاليا (. ...) ليبقى في قلوبنا، قبلٌ قاعةِ الأساتذة، ليتوجه إلى ما يصبو إليهِ في دراسةِ الدكتوراه في إحدى لجامعات العراقيةِ العريقة، ولهُ كل التوفيقُ منا في مسيرته العلمية .
كنا، نتبادلُ الحديثُ والحوارُ، حولَ مواضيعَ شتى، غالبيتها ذاتَ الطابعِ القانوني، بحكمِ تخصصنا في هذا المجال، وكانَ آخرٌ موضوعٍ في نقاشنا، لموضوع ساخن، أثارَ ساحتنا الوطنية، وأخذَ الكثير في النقاش والتحليل، وأشعلَ الجدالُ بين المتحاورين، وولدَ الكراهية والحقد والضغينة بينَ البعض، نتيجة الخلافات في الرأي والتحليل ووجهات النظر، ألا، وهو، ( خور عبد الله) . أبلغني الزميل العزيز، بعرضِ برنامجٍ يناقشُ الموضوع منْ قبلِ إحدى القنواتِ التلفزيونية، في اليوم الثاني، إذ؛ تفرغت، وأجلتْ كلَ مشاويري، لمشاهدةِ البرنامجِ الحواري، باستضافةِ بعضِ الأساتذةِ المحترمينَ منْ ذوي الاختصاصِ المتنوع. لقد أرسلَ الأساتذةُ المتحاورينَ للمشاهدِ الكريم، أجازهمْ اللهُ خيرا، رسالةٌ إيجابيةٌ وموحدةٌ تدلُ على الفهمِ والإدراكِ وبكلِ عقلانيةٍ منْ خلالِ هذا البرنامج الحواري، ، وبدون، أنْ يحتدمَ النزاعُ بينهما، ويخونَ أحدهما الآخر، كما، يحصلَ في بعضِ القنواتِ الفضائية. لقد ، أوجزَ الموضوع، ووضعتْ الأمورُ في نصابها، والنقاطُ على حروفها، ولكن، كمتخصصٍ في هذا الشأن، كنتَ أتمنى وأطمح، الأكثرُ خاصةً في التزاماتِ القانونِ الدوليِ والدستوري، ربما في وجهةِ نظرِ الضيوف، لتجنبِ الاصطدامِ معَ ذوي الرأيِ الثاني، كونَ الموضوعُ حساسا جدا يتعلقُ بالسيادةِ الوطنية، وهذا خطٌ أحمرَ لكلِ مواطنٍ غيرِ قابلٍ للمزايدات، مثلما لا يسمح، لأحدٍ في التلاعبِ في مفاهيمِ القرآنِ الكريم، فيتحولُ إلى مرتدٍ وملحد، وهكذا الوطن، الذي يعد، قرآننا الثاني. إنَ هكذا برامج، التي تقومُ بإيصالِ المعلومةِ الحقيقية، بصدقٍ وأمانةٍ للمشاهد، وتبث الوحدةُ والألفةُ بينَ أبناءِ الشعبِ الواحد، منْ خلالِ ذوي الشأنِ والتخصص، خيرا، منْ التطبيلِ والانفعالِ والتمثيلِ في البكاءِ لبعضِ الأشخاص المتفلسفين، المرتدينَ قناعِ الزيفِ والخداعِ منْ أجلِ البحثِ عنْ المناصبِ وتأجيجِ الشارعِ العراقي، أوْ البحثِ عنْ (الطشة) بعاميتنا العراقيةَ ، لكسبِ عواطفِ المواطنِ البسيطِ ، وزرعِ العداءِ والفتنةِ ، وهدمَ اللحمةِ الوطنيةِ لأبناءِ شعبنا. نقول: يبقى (خور عبدالله) خطا أحمر للعراق وأهله، الله والقانون والزمن معنا، نعيده بالحكمة والعقل. شكرا ؛ أيها الغيث.