خور عبد اللـه.. التاريخ لا يغفر
رغد الكناني
في خضم الأزمات المتلاحقة التي تعصف بالعراق يومًا بعد يوم، يظل خور عبد الله جرحًا مفتوحًا في ذاكرة العراقيين، عنوانًا للسيادة التي ضاعت بين الصفقات السياسية، وصوتًا حيًّا لا يخبو في ضمير شعبٍ يأبى التنازل عن أرضه ومائه.
خور عبد الله، هذا الشريان البحري الحيوي الذي يفصل بين العراق والكويت، لم يكن يومًا مجرد شريط مائي هادئ، بل ظلّ منذ نشأته نقطة توتر دائم، وصمود مستمر، ومرآةً تعكس مدى التزام الحكومات المتعاقبة بالحفاظ على سيادة العراق.
منذ اتفاقية ترسيم الحدود عام 1993، مرورًا بالقرارات الدولية، وحتى اتفاقية عام 2012 التي أججت الغضب الشعبي، ظلت الكفة تميل بعيدًا عن العدالة والمنطق، في ظل صمتٍ رسمي لم يترك للمواطن العراقي سوى خيبة الأمل. خور عبد الله ليس نقطة على الخارطة، بل هو رمزٌ للكرامة والسيادة الوطنية، وأي اتفاق يُمرّر دون موافقة الشعب، هو طعنة في الظهر، وخيانة للتاريخ والجغرافيا.
ومع وضوح التخاذل الرسمي، إلا أن الوعي الشعبي أقوى من كل اتفاق، وذاكرة العراقي أطول من أعمار الحكومات المؤقتة. الشعب يدرك جيدًا أن من يساوم على خور عبد الله اليوم، قد يفرّط بغد العراق بأكمله.
رسالة إلى المتخاذلين في الحكم:
لن تنفعكم المناصب، ولا التحالفات، ولا المساومات، حين يسألكم التاريخ:
“كيف فرّطتم بخور عبد الله؟”
فالعراق، وإن تمزق سياسيًا، لا يبيع كرامته. وإن كان البعض في الحكم قد باع، فإن الشعب لا يساوم.
خور عبد الله ليس ترابًا فقط… بل شرف، واللي يفرّط بشرفه ما يمثّل العراق.
نحن شعب لا نبيع حدودنا، حتى لو باعتنا حكوماتنا ألف مرة.