الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
بين خطباء الوعي وخطباء الجهل

بواسطة azzaman

بين خطباء الوعي وخطباء الجهل

عبدالهادي البابي

 

مع ولادة هلال شهر محرم الحرام من كل عام، يشخص المنبر الحسيني كواحد من أقدس الأدوات التي تحمل رسالة خالدة على مر العصور، منذ أن إرتقى الإمام علي بن الحسين زين العابدين السجاد عليه السلام أعواده في المسجد الجامع في مدينة دمشق عاصمة بلاد الشام، وذلك بُعيد أستشهاد أبيه الامام السبط الحسين بن علي عليهما السلام في كربلاء في العاشر من المحرم عام 61 للهجرة، وثلة من أهل بيته وأصحابه الكرام الميامين على يد جيش البغي الذي حشد له الطاغية يزيد بن معاوية، في محاولة منهم للقضاء على الدين وأئمته.

 ولقد ظل [المنبر الحسيني] محافظاً على أصالته وأستقلاله واستقامته على الرغم من كل الظروف القاسية التي مرت عليه والتي حاولت شراءه لصالح الطغاةتارةً، أو تحريف مسار نهجه لينتهي إلى غايات غير سليمة تارةً أخرى، أو قولبته في أطر حزبية ضيقة، أو ما إلى ذلك من المحاولات، إلاّ أن إنتماء المنبر إلى الحسين السبط عليه السلام، وإلى رسالته الخالدة ، حالت دون ذلك كله، فبقي هذا المنبر عصياً على الإنحراف والتهميش والحزبية الضيقة وكل ما لا يمت إلى الإسلام وإلى رسالة الحسين بصلة.

ولقد ظلت ترتقي هذا المنبر عمائم في غاية النبل والإنسانية، مملوءة علماً ومعرفة وأخلاقا وفّناً....ولكن وللأسف الشديد في السنوات الأخيرة أرتقت المنبر عمائم فاسدة تجهل رسالة المنبر الحسيني ولا تعي ما تقول ولا تفهم من فن الخطابة والبيان شيئاً، ولذلك فقد أساءت هذه العمائم للمنبر الحسيني وقبل ذلك أساءت للحسين الشهيد عليه السلام، ولرسالته الخالدة وثورته الإنسانية.

 إن مسؤولية الحفاظ على كرامة ومنزلة المنبر الحسيني هي مسؤولية تضامنية، تقع بالدرجة الأولى على عاتق المتلقين من الناس الذين يجب عليهم أن يميزوا بين الصالح والطالح من الخطباء الذين يرتقونه، فأذا علم الناس أن هذه الخطيب ليس أهلا لإرتقاء المنبر ويبدو أنه يثير الفتنة والطائفية ، فأن عليهم أن لا يشجعوه على المواصلة والأستمرار، وذلك من خلال مقاطعته وعدم الحضور عنده، والعكس هو الصحيح، فعندما يعرف الناس أن ذلك الخطيب أهلاً لإرتقاء المنبر وأن محاضراته خالية من الغلو والخرافات والفتنة والطعن برموز المسلمين ..فأن من واجبهم أن يتواصلوا معه بالحضور الفاعل وحث  الآخرين على الإستماع إليه .

 

 

 

 

 

 


مشاهدات 53
الكاتب عبدالهادي البابي
أضيف 2025/07/07 - 3:14 PM
آخر تحديث 2025/07/08 - 8:25 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 195 الشهر 4360 الكلي 11157972
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/7/8 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير