الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
أسماء لا تنسى.. معاذ يوسف

بواسطة azzaman

أسماء لا تنسى.. معاذ يوسف

محمد مجيد الدليمي

 

كاتب ومؤلف وسيناريست مشهور، بدا مشواره الادبي والفني في سبعينيات القرن الماضي، كتـــب  للتلفزيون افلام تلفزيونيـــــــــــة منها (اللوحة) و(البنـــــــــدول) كما كتب افــلام سينمائية منها  فلــم (بديعة) وفلـم (الملك غازي ) وافلام اخرى واعمال فنية متميزة من مسلسلات وتمثيليات اجتماعية وتاريخية حظيت بأعجاب الناس وكانت اغلبها مستوحاة من التراث والتاريخ العربي والاسلامي انه المبدع الاستاذ معاذ يوسف (1937-2001). قبل ان ينال شهرته الواسعة في  مجال العمل الادبي والفني، وفي نهاية الستينات وبداية السبعينات من القرن الفائت، كان مدرسا بارعاً في اللغة العربية، في ثانوية الكفاح للبنين، الواقعة في ساحة النهضة وسط بغداد، كاتب هذه السطور،  كان طالبا في المدرسة ذاتها، ودرس على يديه مادة اللغة العربية ومادة التاريخ. كان الاستاذ معاذ يوسف يدخل الصف،  بطلته البهية وبدلته الانيقة،. يتأبط كتاباً او رواية، يضعها على الرحلة الامامية، ويبدا بكتابة عنوان الدرس وتاريخ اليوم  بالطباشير الابيض على لوحة السبورة، ثم يبدا بشرح الدرس بطريقة باهرة وسهلة، وعندما ينتهي الدرس و يخرج من الصف ترى اثار الطباشير ظاهرة على بدلته، وهذا دليلا على حرصه وتفانيه واخلاصه لعمله  التعليمي والتربوي. ومن الذكريات الجميلة  عنه، ذات يوم عندما كنت طالبا في الصف الرابع العام، حضر الصف وبدا يكتب على لوحة السبورة  عنوان الدرس وكان حديثا نبويا (الكلمة الطيبة صدقة)  ثم بدا يشرح ويفسر معاني ودلالات هذا الحديث، ويضرب لنا الامثلة لكي نفهم مضامينه ، بعدها قام بإعرابه بتطبيق قواعد اللغة العربية.. واتذكر بان هذا الدرس قد اعاده علينا في اليوم التالي وذلك لاهميته الكبيرة في حياتنا اليومية، وما يحمل من قيم اخلاقية وادبية. وما اتذكره ايضا ولا انساه، عن استاذنا الراحل معاذ يوسف، انه في يوم من ايام الدراسة، تأخرت عن دخول درس اللغة العربية، حيث نسيت نفسي وانا العب كرة القدم في ساحة المدرسة، وعند دخولي الصف وقد مضى ربع ساعة على بداية الدرس فوجدته يشرح الدرس، وعندما راني توقف عن الشرح وعلامات الغضب بدأت على وجهه السمح، وسألني اين كنت ولماذا تأخرت؟ اجبته: اسف استاذ، كنت العب كرة القدم ، تقرب مني ومسك اذني وفركها بشدة وقال لي بصوت عالي: لا تتأخر مرة اخرى، الدرس اهم من لعب الكرة، واذا اردت ان تلعب الكرة فهناك درس الرياضة.. هذا الحدث كان درسا بليغا لي، جعلني  بعد ذلك لن أتأخر ابدا عن الدرس.


مشاهدات 86
الكاتب محمد مجيد الدليمي
أضيف 2025/05/10 - 12:52 PM
آخر تحديث 2025/05/11 - 10:35 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 1318 الشهر 13945 الكلي 11007949
الوقت الآن
الأحد 2025/5/11 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير