صكوك بلا رصيد
عبد الحكيم مصطفى
مرة اخرى يلجأ مدرب عامل في بطولة دوري نجوم العراق لكرة القدم الى وسائل الاعلام ليبث شكواه اليها ، عسى ولعل ان تستقيم الأمور المالية لفريقه .. مدرب فريق نادي الطلبة الكابتن باسم قاسم قال لوسيلة اعلام محلية قبل أيام ، أن فريق ناديه يعيش أوضاعاً مالية محزنة ، في ظـل تأخر صرف مستحقات اللاعبين والكادر التدريبي منذ أكثر من خمسة أشهر، مشيراً إلـى تلقيهم صكوكاً بلا رصيد، رغـم تخصيص أربعة مليارات دينار من رئاسة الوزراء لأندية دوري نجوم العراق .
وقال الكابتن باسم قاسم إن الوضع مأساوي، ولا يليق بفريق جماهيري مثل الطلبة ، حيث تقدم وعود من دون تنفيذ ، منتقداً ما وصفه الخطوات التنظيمية الشكلية، مثل الاتفاق مع رابطة الدوري الإسباني (لاليغا) من دون نتائج حقيقية على أرض الواقع، وكان الأجدر بالمعنيين التفكير ببناء أندية مستقرة مالياً وتنظيمياً .
ادارات الاندية الرياضية ، ( لا ) تؤمّن أو تودع اقيام عقود ورواتب اللاعبين والمدربين في مصرف رسمي ، ليكون بوسع اللاعب والمدرب سحب أي مبلغ مالي يحتاجه من رصيده الشخصي المتحصل من النادي الرياضي الذي يلعب له ، وقتما يريد .. التساؤلات عينها تكرر ، وهي متى يتوقف هذا التعامل غير المنصف مع اللاعب والمدرب الذي يعتمد كلياً على الرياضة كمصدر رزق له ..
لماذا يرضى اللاعب والمدرب بمثل هذه العلاقة التنظيمية المالية الهشة مع النادي الذي يلعب له .. من هي الجهة الادارية الرسمية التي لديها الصلاحية في ان تضع حداً لتجاوز ادارات الاندية على حقوق اللاعبين والمدربين ، هل هي وزارة الشباب والرياضة ، أم اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية .. معالجة هذه التساؤلات تمت مرات ومرات ، ولكن الاخطاء ذاتها تُرتكب .. المساءلة شبه غائبة ..
ذريعة الاندية في التخلى عن مسؤولياتها المالية تجاه اللاعبين والمدربين ، غير واضحة .. إذا تم تصرف الاربعة مليارات دينار التي اقرها مجلس الوزراء في وقت سابق فلماذا لا تدفع ادارات الاندية مستحقات اللاعبين والمدربين ، واذا لم يُفّعل مجلس الوزراء قرار منحة الاربعة مليارات للاندية ، فلماذا لم يكن هناك حل بديل لمنحة مجلس الوزراء ..
ما هو مؤكد ان ادارات الاندية التي تلعب فرقها في دوري نجوم العراق ، والمشمولة بمنحة الاربعة مليارات ، كانت تدرك ان المنحة الحكومية لن تصل صناديقها في الوقت المطلوب وهو قبل انطلاق الموسم الحالي ، ومع ذلك اسست خططها المالية على المنحة ، بفرضية وصولها خلال فترة المنافسات ، وهذا خطأ إداري عجيب انعكس على نحو مباشر على اداء اللاعب والمدرب المتضرر ، ودفع فريق النادي ثمن ذلك اداءاً غير مستقر ، ومردود سلبي في مباريات الدوري ، وهناك لاعبين اعضاء في المنتخبات الوطنية ، من بين المتضررين ، وهذا يعني ان الاتحاد العراقي لكرة القدم جهة متضررة ايضاً من تجاوز الاندية على الحقوق المالية للاعبين والمدربين ، لان اللاعب غير المستقر فنياً ومعنوياً في فريق ناديه ، لن يكون لاعباً مؤثراً في المنتخب الوطني في اي إستحقاق رسمي يخوضه .
تفعيل شروط التراخيص ، يُجبر النادي الرياضي على الالتزام باللائحة المالية المعلنة ، وصرف صكوك فيها الرصيد المتفق عليه مع اللاعب اوالمدرب في عقد عمله.