الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
مسألة الحجاب وأصول النقاش

بواسطة azzaman

مسألة الحجاب وأصول النقاش

فينوس فائق

 

في جلسة حوار ودية مع عدد من النساء، على إختلاف خلفياتهن الثقافية، سرعان ما إحتدم النقاش بيننا عندما وصلنا إلى موضوعة الحجاب، وهل هو فرض أم إختيار؟ بدون أي تفكير صرحت إحداهنو وكأنها ببغاء تردد ما تليت على مسمعها طوار دهر من الزمن دون أن تشغل دماغها وتطرح سؤالا، قالت أن أن عدم إرتداء الحجاب يدل على قلة الإيمان، حتى أنها رفضت بشكل قاطع نص حديث الرسول: «إنما الأعمال بالنيات»و متحججة بأن النية لا تكفي لتكون المرأة ذات إيمان، إنما يجب أن تدع الآخرين يرون إيمانها من خلال إرتدائها الحجابو متناسية أن الحجاب، أي نوع من الحجاب يخفي تحته ما يتعذر علينا فهمه إن لم نره. حتى أنها أضافت: أن الحجاب هو الفرض السادس من الفروض الدينية الفروض الواجبة على كل مسلمة، هذا الفرض الذي لم أسمع به بعد طبعا، والتي هي: الشهادتان، إقامة الصلاة، إيتاء الزكاة، الصوم، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا.والسادس حسب رأيها حجاب المرأة.

حقيقة لم أرد أن أشارك في النقاش، حتى أنني أردت تركهن، لكنني وبدافع الفضول سألتها هل هي درست القرآن أم أنها تحفظ فقط عن ظهر قلب بعض النصوص لغرض الصلاة والبعض الآخر الذي شربتها من خلال تربيتها الأسرية والإجتماعية دون أن تفهم مغزاها وحتى دون أن تتجرأ على طرح أي تساؤل بشأنها.

نص صريح

من ثم طلبت منها ذكر نص صريح في القرآن يفرض بشكل صريح الحجاب على المرأة. فذكرت الآية 31 من سورة النور والتي تقول: «وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِمْ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِمْ أَوْ أَخَوَاتِهِمْ أَوْ خَالاَتِهِمْ أَوْ عَمَّاتِهِمْ أَوْ خَلاَتِهِنَّ أَوْ الَّذِينَ أَمَلُوا فِي أَبْصَارِهِمْ أَوْ الذِينَ ابْتَدَلَ أَوْ مَنِيهُ مَنِيهُ مَنِيهُ وَبِهِ جُزِّيْتُ لَوِهِ مَنِيهِ وَبِهِ جُزِّيْتُ لَوِهِ لَوِهِ مَنِيهِ وَبِهِ جُزِّيْتُ لَوِهِ لَوِهِ مَنِيهِ».   في حين أن هذه الآية لا تدعوا بشكل صريح إلى إرتداء الحجاب، وأقصد به حجاب الرأس، بل هي من الآيات التي تفسر -بضم التاء وشد السين- على أنها تفرض الحجاب على المرأة، ,كلمة «تفسر» مبني للمجهول، بمعنى يتم تفسيرها من قبل البعض من الفقهاء، وليس جميعهم، تعني أن الآية تخضع للتفسيرات المختلفة ولا تتناول فرض الحجاب بشكل صريح. ثم هذه الآية نزلت للرسول والقصد منها تحديدا نساء الرسول، تطلب منهن أن يغضضن من أبصارهن: وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ، المعنى أن لا يرفعن عيونهن بشكل واضح مع الغريب أو عدم النظر إلى ما لا يجوز أن تراه أعينهن، وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ المعنى: أن يبتعدن عن الزنا. وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَ،ّ بمعنى أن تضع النساء خمارهن، أي الوشاح على صدورهن. وكما نرى ليس هناك ذكر لتغطية الرأس، ولا حتى ذكر للنقاب/البرقع الذي ترتديه بعض النساء.  حتى أنها أضافت نص الآية: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ (الأحزاب:53): قائلة أن هناك ذكر للحجاب في القرآن. في حين أن هذه الآية القصد منها نساء المؤمنين، أي نساء الرسول والصحابة..ألخ.. وكلمة «حجاب» بمعنى حاجب، ستار، أو حائط يفصل بينهن وبين من يأتي لإستلام متاع.

الطريقة العميائية

المشكلة ليست في النقاش نفسه ولا بحدة البعض أثناء النقاش، إنما المشكلة هي تلك الطريقة العميائية التي يتناقش بها بعض الناس، يمنحون لأنفسهم الحق بأن يكونوا بمثابة القدوة للآخرين في حين أنهم ليسوا أصلا أهل لمجرد النقاش. فالمشكلة إكتشفتها حين لاحظت أن كل من تحدثن بتعصب لم تكن على جانب عالي من الثقافةو حتى أنهن لم يطلعن على نصوص القرئان في العمق، رغم ذلك إنخرطن عنوة في النقاش، رغم إفتقارهن لخلفية ثقافية مناسبة تؤهلهن لخوض مثل هكذا نقاش، مع ذلك كن يتكلمن بشدة وبنبرة عالية ويدافعن عن رأيهن بدون أي نوع من الحجج التي من شأنها أن تقنع المستمعات الأخريات، فكل ما كن يستندن إليه بدون وعي منهن هو بعض الكلام والشعارات التي تختصر شكل التربية الأسرية والمجتمعية الخاطئة التي تلقينها في طفولتهن وغرست في أعماقهن مجموعة من القيم التي تصنف الآن تحت خانة الخرافات والقيم التي عفى عنها الزمن. والكارثة الكبرى هي أنهن يعدن إنتاج تلك القيم ويغرسنها في أطالفهن وبالأخص في بناتهن، وينظرن «بشد الظاد» لها بشتى الأساليب.

في الحقيقة وبعض الحالات أشعر بضيق في صدري عندما أتناقش مع بعض الناس، أولا عندما أتناقش مع شخص لا يمتلك الحجة القوية ليسند بها كلامه و رغم ذلك يرفض أن يستمع ولا يحترم الرأي الآخر. ثانيا عندما أتناقش مع شخص أشعر وكأنه يقصد إهانتي، حيث يعرف أنه على خطأ ويردد مثل الببغاء كلام الغير ولا يجيد تفسير أي شيء. ففي هاتين الحالتين لا أجد أي علاج لمثل هذا الموقف سوى الإنسحاب لكي أحتفظ بكم الطاقة الإيجابية الذي أملكه.


مشاهدات 74
الكاتب فينوس فائق
أضيف 2025/07/01 - 3:52 PM
آخر تحديث 2025/07/02 - 8:22 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 197 الشهر 818 الكلي 11154430
الوقت الآن
الأربعاء 2025/7/2 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير