شتان بين عين الرضا وعين السخط
حسين الصدر
-1-
قال الشاعر :
فلستُ براءٍ عيبَ ذي الود كلّه
ولا بعض ما فيهِ اذا كنتَ راضيا
فعينُ الرضا عن كل عيب كليلةٌ
ولكنَّ عينَ السخط تبدي المساويا
كلانا غنيٌ عن أخيه حياتَه
ونحن اذا متنا أشد تغانيا
{ من ابيات لعبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن ابي طالب }
-2-
الحبُّ يُعمى ويُصم
ومن هنا ترى الرجل المُحبَّ لأخيه الودود لا يرى من عيوبه شيئا .
لماذا ؟
لانه ينظر اليه بعين الرضا
وعين الرضا لا ترى العيوب على الاطلاق .
-3 –
أما عين السخط فهي لا تنظر الاّ بالسيء والقبيح من اعمال مَنْ تُبعض وكأنّه جمع جنايات الناس كلها .
-4-
وليس عدلاً على الاطلاق أنّ تصبح النظرة الى المحبوب مبصرة للمحاسن دون المساوئ
والصحيح :
انْ تنظر الى ما فيه من محاسن ومساوئ
والمساوئ ليست بعيدة عنه وليست بعيدة عنا .
وجميل ما قاله بشار بن برد في هذا الباب :
ومَنْ ذا الذي تُرضى سجاياهُ كلُّها
كفى المرءَ نبلاً أنْ تُعدَ معائِبُهْ
نعم
ان العصمة من المساوئ كلها انما اوتيت للانبياء والاوصياء عليهم السلام ولم تؤت لسائر الناس .
فليس المطلوب الودود الخالي من المعائب على الاطلاق ،
وانما الودود صاحب المحاسن الاّ ما شذَّ ونذر .
-5-
وقد يُنيط كبار المسؤولين بمن يحبونهم الاعمال المهمة فيخفقون فيها فيبقونهم في تلك المواقع الحساسة رغم اخفاقاتهم وفي ذلك إضرار كبير بالمصالح العليا للبلاد والعباد .
نسأله تعالى أنّ يوفقنا واياكم للرؤية الصحيحة بعيداً عن الوقوع في المزالق .