العنصرية والتمييز على قنوات الإعلام
يونس حمد
اليوم ليس كالأمس. أصبح العالم قرية صغيرة في أعين الناس، وانتشرت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع للتعريف بثقافات الشعوب وعاداتهم. ومع ذلك، ورغم هذا الانفتاح على العالم، لا تزال بعض القنوات العربية، للأسف، تخفي هذه القضايا عن أعين المشاهدين. هناك فرق كردية تشارك في الدوري العراقي، مثل أربيل ودهوك ونوروز وزاخو. نشهد حشودًا جماهيرية ضخمة في المدرجات خلال مباريات هذه الفرق، ويرفع الكثير من المشجعين الأعلام الكردية. من حق أي شعب التعبير عن انتمائه، كرفع اللافتات والأعلام احتفالًا بحضور فريقه في الملعب. لكن كما ذكرنا، تتعمد بعض القنوات حجب هذه الشعارات والأعلام، وخاصةً العلم الكردي. ونحن والعالم نعلم أن هذا العلم دستوري وقانوني، ويُرفع علم كردستان في العديد من اللقاءات الثنائية والمنتديات والمهرجانات السياسية والثقافية الدولية مع أن العلم قانوني، إلا أن هذه القنوات نادرًا ما تعرضه على الشاشة، وإذا عُرض، يُزال فجأةً وبسرعة. هذا يعني أنهم يريدون محو وجود شيء موجود. كما ذكرتُ في البداية، هذا عصر انفتاح على العالم؛ لا شيء مخفي. ومن الأفضل للقنوات التلفزيونية أن تقوم بعملها بمسؤولية، وتتجنب العنصرية والتمييز، وتحترم كافة القيم. العلم فخر كل أمة، وللشعب الكردي علمٌ لا ينبغي إخفاؤه. هذه الظاهرة واضحة في الدوريات العراقية. كما شهدنا في دوري أبطال الخليج كيف لم يُعرض مشجعو أندية كردستان على الشاشات. هذا ببساطة لأن بعض المشجعين الرياضيين رفعوا علم كردستان! السؤال هو.: إلى متى سيستمر هذا النوع من العنصرية؟ لقد تغيرت الحياة، وأصبح العالم الآن في أيدي الجميع. لن يكون اليوم كما كان بالأمس. لا شك أن العالم سيتجه نحو الانفتاح والازدهار، الآن وفي المستقبل. من الأفضل لنا أن نكون منفتحين على أنفسنا وعلى العالم، وأن تعمل وسائل الإعلام بحيادية وبعيدة عن التوترات.