ما مات وطن فيه أياد راضي ومن معه
محمد خيري كصير
الفن رسالة ..ولا خير في فن لا يحمل رسالة سامية ويترك اثرا طيبا في المجتمع... انتظرنا طويلا حتى جاءنا اياد راضي ومن معه في كمامات وطن بلس 2025 الذي عرضته قناة (الشرقية) ومنصة 1001، لنجد بصيص امل ان الفن فيه محتوى يحترم عقولنا ويبعث لنا رسالة ان علينا جميعا ان نعمل معا نحو التغيير الإيجابي في انفسنا وفي من حولنا من الاهل والعشيرة ..تعلمنا الكثير هذه المرة ..وهذه المرة لم تكن الكمامات لتعلق الافواه ..بل لأول مرة تكون الكمامات هي من تفتح الباب لأفواهنا لنقول للخطأ لا ..فليس ملح الرجال الكذب ...ولم يكن يوما الكذب للتسلية ,انما في الصدق النجاة ,والصدق من شيم الكرام ..وان الذي تراه (حاظ نفسه بكلشي) انما يهدم البيوت ويعتدي على الاخرين بعلمه او بدون علمه وهي ليست (ابسط ما يكون).وان (الغيبوبة) أحيانا هي من تعيد لنا صوابنا لنعرف مقدار الحب الذي من حولنا والنعمة التي لا نقدرها من أب يشقى في سبيلنا (عن ابوية شحجي ماكو بكد حنيته) او ابن يضحي من اجل اهله ..تعلمنا ان (الزبّال) عفوا اقصد عامل النظافة هو رمز لمن يحب ان يرى وطنه نظيفا عاليا شامخا بين الأمم ويفتخر به وكم كنت رائعا يا اياد راضي حين اتخذت هذه الرمزية لتبني وطنا ,مطلوب منا فقط ان نحقق ما قلته (اخلص لوظيفتك راح تحبها والله يبارك بيها)..نعم تعلمنا أيضا اننا أحيانا نعلم أولادنا (الفهلوة) لكنهم بفطرتهم يعلموننا (الكرم) والنبل فعلينا ان نرجع الى صوابنا لننقذ الجيل القادم من العادات السيئة التي توطنت في قلوب بعضنا وهي تلهث خلف المال والجاه ..نعم تعلمنا ان (مستر كباب) لن يكون بديلا عن (بلاد الرافدين) فالغبي من يرمي اللب ويتمسك بالقشور , وكم كنت عظيما يا اياد راضي في رمزية العنوان فاستهدفت اثنتين (الاسم والبلوكرية) الذين ما انزل الله بهم من سلطان بل كانوا وباءا وعارا على مجتمعنا واقصد أولئك الذين بلا محتوى محترم وبلا اخلاق تدرس بل كانوا واقصد أولئك المنحطين منهم – كانوا يسيئون للمجتمع بكل اطيافه ويستغلون نعمة العلم في غير محلها .نعم تعلمنا أيضا ونحن نشاهد البيع (بالفايز) ان الحرام حرام وان البسته ثوب الحلال,وان الالتفاف على العناوين ليس الا خداع تجارة بالدين لا يقبلها ديننا ولا عقولنا (يجوك ناس تستغل ظروف الناس وتحلل الحرام)..نعم تعلمنا أيضا ان شذاذ الافاق هم من نلجأ لهم فيغدروننا فحسن نيتنا تقتل بسوء نيتهم اللعينة لعنهم الله ,, وقد وصلت رسالتك يا اياد راضي في شذاذ الافاق .نعم تعلمنا ان تكريم مبدعينا لا قيمة له بعد وفاتهم ورحيلهم ..فهم بحاجة لاحتضانهم ورعايتهم كي لا يموت الف (نبيل) مريضا جائعا وضائعا ..نعم تعلمنا أيضا ان نمنح الحياة لمن منحها لنا حين كان يعمل ويقدم ما عنده من علم وجهد بدل ان نهمشهم حين يتقاعدون فهم الخير كله وهم الخبرة كلها وهم العطاء فلماذا نحكم عليهم بالموت وهم مازالوا احياء بيننا .نعم تعلمنا ان لا شيء في الدنيا يضاهي العلم والتعلم لان الجهل ضياع ,فكان ابوك يا اياد راضي محقا حين اصر (بعد مماته) ان تتعلم فترى الدنيا كما هي فالعلم نور ورب العزة يقول (اقرأ) .نعم تعلمنا أيضا ان النزعة العشائرية ونصرة ابن العم لا تعني ابدا هي الصواب فمن الممكن (كلنا راح نصير فحم بسبب ابن عمك سلمان) فالسلاح لن يكون حلا لمشاكلنا ونحن لدينا (بدر شاكر السياب) ونحن من نقرأ (الحرب والسلام).
شكرا أياد راضي ..شكرا سامر حكمت ... شكرا جزيلا لكم جميعا.
□ اكاديمي