نامت نواطير العراق
رحيم الشاهر
(نامتْ نواطيرُ ) العراقْ
فمنذ ولدتْنا الأمهاتْ ،
وعلى جباهنا تتكلم الآهاتْ
كتب القدرْ
هذا جبينُكَ ياقمرْ
فموتُكَ (دجاجةٌ) تُباعُ في الأسواقْ !
**
(نامت نواطيرُ العراقْ)
من هُنا مرّ (أبو ناجي) ،
فتهتُ بين ذئبي، وبين (نعاجي)
ومنذُ ذلك الحينْ ،
وأنا هجينْ ، اعبدُ ( الدجالينْ) ،
أفتح عيني ، ولا أرى الإشراقْ!
**
(نامت نواطيرُ ) العراقْ
فمن جرح (الحمدانيةْ)
نبتتْ جلودُ الزبانيةْ،
ومن جرح (الكوتْ)،
تابوتٌ يرقصُ على التابوتْ ،
ومن جرح العراق،
أكلت جميعُ الثعالبْ ،
ومازالتْ تطالبْ ،
ونامتِ النواطيرْ
(شخيراَ) يتبعُ شخيرْ ،
وعدنا ثانيةً نودعُ فراقاً
وننزفُ بالفراقْ
**
(نامتْ نواطيرُ) العراقْ
يافاتحَ (الفُتوح)
مادام بابُكَ مفتوحْ ،
وكُلُّ ممنوعٍ صار مسموحْ ،
فاستعدْ ، وارتعدْ ،
فكُلُّ يومٍ صيحةٌ ، وطلاقْ!
**
( نامتْ نواطيرُ) العراقْ
وهاجتِ الثعالبْ ،
تبحثُ عن مخالبْ ،
فلم يبق من لحمِ الفريسةْ ،
لا أنيسٌ ، ولا أنيسةْ ،
فالنوطيرُ نامتْ ، ونامتْ
(شرزادْ) على عويلِ بغدادْ
وجرحُكَ خاضبٌ من الأعماقْ!
**(نامت نواطيرُ) العراقْ
فهذه (الكوت)
تموتُ على أهدابِ ( الملكوتْ)
فيا بلادي ، موتي غلى فؤاديْ ،
فالموتُ صارَ قصيدةً واحتراقْ
***
(نامتْ نواطيرُ) العراقْ
فهذه الحُدودْ
منزوعةُ الأسوار والسدودْ
، وهذه (الدارْ) لاتحفظُ ( المختارْ)
، ولا تحتمي بها الأحداقْ!
**
(نامتْ نواطيرُ) العراقْ
نامي على جُرحِكِ (ياكوتْ) ،
وتنفسي مرارة السُكوتْ ،
فلو كُنتِ تعلمين ،
الجرحُ أعمقُ مما تتكلمينْ ،
الجرحُ ثاكلٌ ، والخضابُ عاقْ
**
(نامتْ نواطيرُ) العراقْ
رحمكَ الله (يامتنبيْ)!،
يانزفا من كُلّ (مشنقةٍ ) وصلبِ ،
قلتها قبل َ ألف عامْ ،
فعادتْ تتدحرجُ مع الأيامْ ،
فالعراق لاتتركهُ الثعالبْ
ينجو من المصائبْ
وليسَ له إلا أن يحبو على الآفاقْ
(نامتْ نواطيرُ) العراقْ
دعني أموتُ ياقدرْ ،
فلم يعُد لنا أثرْ
بلدُ الحضارةْ
صار حجارةً (تفشخُ) حجارةْ
ومغارةً تبلعُ مغارةْ ،
كلما تسابقتِ الشعوبْ ،
وجدته آخر مغلوبْ
يلهثُ من خلف السباقْ !
(نامتْ نواطيرُ) العراقْ
أخبرني الشيطانْ ،
بعدَ أن تابَ واستكانْ :
إذا انتشر (الفساد) ،
فاغسل يديكَ من العبادْ ،
فقلتُ له، وما شُغلُكَ أنتَ(يامكموع)؟! ،
فقال دونكَ (عفاريتٌ) يصعبُ بها اللحاقْ
دونكَ ( عفاريتٌ)يصعبُ بها اللحاقْ