الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
أمريكا والعراق،هل حانَ وقتُ ألفراق

بواسطة azzaman

أمريكا والعراق،هل حانَ وقتُ ألفراق

عبد الجبار الجبوري

 

تمارس إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الضغط الأقصى على حكومة الإطار التنسيقي، ممثلة بالسيد محمد شياع السوداني، في ملفات بالغة الحساسية والخطورة بالنسبة لأمريكا، وتحقيق مشروعها الإستراتيجي في المنطقة،وأولى هذه الملفات، هوحلّ الحشد الشعبي إنفرادياً، وعدم دمجه في الجيش والشرطة،والملف الآخر الآخطر،هو نزع سلاح الفصائل الولائية،الخارجة عن سلطة وقرارحكومة السوداني،والمرتبطة عقائدياً بالمرجع الإيراني الأعلى، بالرغم من  أن قسماً منها ينتمي للحشد الشعبي،وبالرغم من إجتماعات متتالية لوفود امريكية مدنية وعسكرية ،مع الإطار التنسيقي ومع السوداني، فإن إصرار الإطار والفصائل،على رفض القرارات الأمريكية، بخصوص الحشد والفصائل، وإقرار قانون الحشد الشعبي، ليصبح وجوده دستورياً،جعل العلاقة بين الطرفين ،تتجه نحو التصعيد، وربما الذهاب الى الخيار العسكري، كحلّ أخير لإدارة ترمب وهو الأرجح، علماً أن حلّ الحشد الشعبي، ونزع سلاح الفصائل ،هو (قرار إيراني بإمتياز)،وليس عراقياً، وهذا يعلمه الجميع، لأنه مرتبط بها عقائدياً بولاية الفقيه، والحلُّ بيد المرشد الايراني فقط،وفي هذا الجو المشحون بالتهديدات،وإستخدام الحلول الناعمة،والدبلوماسية والصبر الإستراتيجي ،لادارة ترمب،تتفجر أزمة أكثرإستفزازاً لأمريكا ،وهي حرب المسيرات والصواريخ ،باتجاه حقول النفط والغاز في كردستان وتكريت وكركوك، والتي تديرها وتشرف عليها شركات أمريكية، وهذه هي من سيقطع شعرة معاوية ،مع حكومة السوداني والإطار التنسيقي،خاصة مع إصرار حكومة السوداني، على تصعيد أزمة الرواتب مع إقليم كردستان،ولي ذراع حكومة الإقليم،وإخضاعها الى شروط بغداد،وفي الوقت نفسه ،تتصاعد حدة التهديدات الإسرائيلية – الأمريكية لطهران، وتوعدها بحرب أخرى لاتبقي ولاتذر،وأول أمس كان تهديد ترمب مباشراً تجاه ايران(سوف نعود للحرب ،إن لم تتوقف عن تخصيب اليورانيوم الى الصفر)،وسط إستعدادات وإستحضارات إسرائيلية عسكرية كبيرة على الارض ،من شراء صواريخ، وتعزيز قدراتها التسليحية ،والصاروخية وتجديد قبتها الحديدية،ورغبتها وإصرارها على إنهاء البرنامج النووي الإيراني ،مستخدمة أذرعها وجواسيسها داخل مدن أيران، في زعزعة إستقرارها،باحدث تفجيرات وإغتيال قادة وإشعال حرائق، في منشآتها النفطية وغيرها،كل هذا الضغط ،هو تمهيد لعمل عسكري في النهاية،ويؤجل هذا العمل مفاوضات الأتحاد الاوروبي فرنسا والمانيا وبريطانيا، ومحادثات الفرصة الاخيرة مع إيران( الآن إجتماع حاسم في اسطنبول)، لتغيير مسارها، وتجنيب المنطقة حرب عالمية ،وهو إنذار نهائي لطهران وفصائلها، وإلاّ ستكون هناك حرب، أقسى من الحرب الأخيرة على ايران، وستنطلق هذه المرة من العراق، لضرب وقصف الفصائل وإغتيال شخصيات ،ادخلتها أمريكا والبنتاغون في بنك المعلومات ،لقادة فصائل وزعماء في الإطار وخارجه، لتكون الضربة مشتركة أمريكا واسرائيل والاتحاد الاوروبي وحلفائها،بعد خذلان روسيا وبوتين لإيران ،وكذلك الصين التي تريد أن تبقى المتفرج فقط،نعم نفاد الصبر الإستراتيجي الأمريكي – الإسرائيلي ،يشارف على الانتهاء، وما بقي إلاّ تفاهمات اللحظة الأخيرة ،مع الفصائل والإطار، لتجنيب العراق حرب مدمرة ،أقسى ممّا يتصوره الآخرون،يقابل هذا الصبر الأمريكي، عناد غير مسبوق للفصائل وقسم من زعماء الإطارفي الخط الإيراني، وهم لايدركون حجم وقسوة الحرب القادمة على ايران، وفصائلها في المنطقة،والركون الى منطق العقل والحكمة، فالحرب غير متكافئة بكل المقاييس،وأن لا أحد يستطيع اللعب مع أمريكا وترمب تحديداً،وماجرى في لبنان وسوريا واليمن غير بعيد، فلا تأخذكم العزة بالإثم ،وتذروكم رياح ترمب بلحظات، وأن العناد واللعب بالنار له نتائج وخيمة، وخيمة جدا،كما هدّد وزير خارجية ترمب باربيو ، وممثله في المنطقة ستيف ويتكوف،فالقرارات الامريكية ملزمة لحكومة بغداد،مهما تباطأت بغداد في الحلّ، رغم سعي السوداني الحثيث ،وجهوده في تحذير الفصائل، من العواقب الوخيمة، في حال عدم تنفيذ قرارات ترمب والبنتاغون،فإن المصير المجهول ينتظر العراق،في حرب لاناقة له فيها ولاجمل،فلم تنجح محاولات زعماء في الإطاروالسوداني نفسه،في اجتماعات ولقاءات ادارة الدولة والإطار التنسيقي، ومحاولاتهم ثني الفصائل عن مواجهة أمريكا ،ويجب الإنحناء لعاصفتها الهوجاء، ولكن لاحياة لمن تنادي،وهذا الفشل يجعل من العلاقة بين واشنطن وبغداد، تلفض أنفاسها الاخيرة، كنقطة إفتراق أبدي، في ظل حراك أمريكي سياسي وعسكري، داخل العراق،العسكري هو تأهب القواعد العسكرية في عين الاسد وحرير وفكتوريا، لمواجهة أي إعتداء للفصائل على الردّ وبقوة،على مصدر النار،والسياسي هو التدخل في تغيير بوصلة نتائج الإنتخابات المقبلة،وإخراج العملية السياسية من طريقها الطائفي التحاصصي ،المتمثلة بالإطار التنسيقي،ومايسمى (بالانقلاب الناعم)،أي أخذ رئاسة الوزراء من (الشيعة)، وتسليمها الى( السنة)، مع عدم التفريط بالحليف الإستراتيجي الأكراد،وهذا العمل الأقرب الى مرحلة مابعد الانتخابات(إذا حصلت)،فيما يسمى بالحل الناعم،والتدخل الأمريكي بدأ الآن واضحاً ،في دعم قوائم وكتل (سنية وشيعية )، موالية للخط الأمريكي، ومعادية للأطار وأحزابه،والتي تصرّ إدارة ترمب، على إخراج الإطار وأحزابه من الخروج من العباءة الايرانية بكل الطرق،إذن أمريكا والعراق، أمام مفترق طرق،إما أن يكون العراق كله ،تحت الوصاية الأمريكية،وإنهاء السيطرة الإيرانية وخطف القرار العراقي،وهذا لن يأتي بالحوار والتفاوض، مع بغداد والفصائل والإطار وأحزابه، وإما بالإنقلاب الناعم ،هما خياران أحلاهما أمرّ من الآخر، للإطار التنسيقي وإيران، وإيران لم يبق لديها إلاّ الوقة الأخيرة ،والخندق الأخير الذي تعوّل عليه ،وهو الفصائل المسلحة الولائية والحشد الشعبي، قبل أن تنهار من الداخل ،وينتهي نظامها،نعم العراق أمام هذا الخيار الأصعب، وهو بين مطرقة أمريكا وسندان إيران،والوقائع السياسية والعسكرية،ترجّح الذهاب الى مواجهة مع أمريكا، بسبب تعنّت الفصائل، وعدم إنصياعها الى تحذيرات السوداني وتوسلاته بها، وعدم الخضوع لقرارات حكومته ،وهذا هو خيار أمريكا الأقرب للتنفيذ، بعد إنتهاء جميع وسائل الإقناع والتهديدات والضغوطات والترغيبات، لحكومة الإطار وفصائله ،التي فشلت في إقناعها والعدول عن معاداة أمريكا وتهديد مصالحها وقواعدها في المنطقة،نعم أمريكا والعراق ،في طريق الفراق أكثر منها طريق اللقاء ،وترميم العلاقات بينهما ،بسبب تدخل إيران وتحكّمها بالفصائل الولائية ،وضغوطها على الإطاروالسوداني ونفوذها الواسع في العراق،وإصرارها على إبقاء السيطرة على العراق، كحصن إشغال إخير لها، قبل أن تنطلق عاصفة ترمب نحو أعادة الحرب عليها،وهذا مرهون بنجاح أو فشل مفاوضات الاتحاد الأوروبي مع طهران، كفرصة ما قبل الأخيرة ،وهي من سيحدّد اللقاء أم الفراق،لأمريكا مع العراق،أمريكا والعراق حان وقت الفراق.....!!!


مشاهدات 211
الكاتب عبد الجبار الجبوري
أضيف 2025/07/26 - 3:06 PM
آخر تحديث 2025/07/27 - 11:44 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 372 الشهر 18014 الكلي 11171626
الوقت الآن
الأحد 2025/7/27 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير